خطايا
بقلم شريف شحاته مصر
ذهبت نوال البدرى إلى منزل رجل الأعمال الشهير جبران سالم لتعمل جليسة له بعد عجزه أثر حادث سيارة وما إن تعرفت عليه وجدته رجلا حنونا طيبا خلوقا يرقد فى فراشه يقرأ الكتب أو على المقعد الكهربائى سألته يوما عن زوجته الراحلة أشار إلى صورة على الحائط ثم قال لها كانت خائنة خانتنى كثيرا مع العاملين فى شركتى تعجبت من كلامه ثم بعد ذلك تحدث عن إبنه وقال لها إبن عاق فرح بعجزى وهو يدير الشركة الآن وإبنتى تزوجت رغما عنى وسافرت إلى الخارج مع أحد الصعاليك لكى تستمتع بأموالى معه قالت له لماذا يفعلون هذا ضحك وقال لها إنه عقاب الله فقد كنت فاسدا كل أعمالى فاسدة من تجارة وتهريب السلاح والمخدرات والأثار وشراء الضمائر والذمم والعبث مع الفتيات الجميلات وملكات الجمال و عارضات الأزياء تعجبت أكثر من وقاحته وصدقه معها وكأنه يلقى بكل حياته فيها وقد توطدت علاقتها معه وعلم أنها تنفق على أمها المريضة وشقيقها الطالب الجامعى وكانت تسامره وتضحك معه وتلعب الورق معه رغم إحترافه ومهارته حتى شعرت بحبه لها وفى أحد الأيام قال لها إفتحى الخزانة وأخرجى هذه العلبة وبالفعل فعلت فوجدت علبة مجوهرات بها بعض القطع الماسية ثم قال لها خذيها معك فهى تعادل ثروة فإذا رحلت عن الدنيا إذهبى إلى باريس وتمتعى بهذه الأموال وتذكرينى بالخير والدعاء وبعد إلحاح منه أخذت العلبة ثم أمرها بأن تحضر كعكة كبيرة وتضع بها بعض الشموع ثم إحتفل معها طوال المساء بين الضحك والمرح ولعب الورق وفى صباح اليوم التالى ذهبت إلى منزله فأخبرها الحارس بوفاته منتحرا بعد أن إبتلع عشرات الأقراص المخدرة حزنت بشدة وتذكرت كل هذا وهى تجلس فى مقهى بوفوار فى الشانزليزيه وتحتسى فنجان القهوة وتتذكر كلامه وأحاديثه.
قال لها يوما عجزى كان فرصة للإستجمام والراحة بعيدا عن الصراعات والمفاسد وقال لها أيضا نفسك تستحق منك الأفضل فلا تسرفى فى التضحيات فتطيح بك طواحين القدر والغدر وقال لها الدنيا قاسية كل شئ فيها بثمن ولابد من أن ندفع ثمن الخطايا والأثام يوما من الأيام تمتعى وإسعدى وغامرى بكل ما لديك فلن يبقى معك سوى الذكريات الجميلة عند النهايات.