أسكنها وفي ربوعها كان ميلادي
و تسكنني هبة نسيم في خلدي
وطني مزهرية و هي فيه وردة
تتفح نغمٱ بقلبي في كل الأبعاد
ببعد روحاني تاريخي و جمالي
شكلت فردوسي الأرضي الأخاد
أرشف من وجنة غروبها خمرٱ
و أسامرها ثم أغرق في سهادي
حوراء تتوسد الساحل الأطلسي
و كل موج يمتطي صهوة جواد
*أتأملها ليلا من تلة(رأس الأفعى)
كانها (برج إيفل) غارقا في رقاد
ثم فوق الصخور أصغي لموجها
و هو يضمخني بعطر من الرذاذ
و لما أسكب الماء في فخارها
أرى في زخرفه مهارة الأجداد
ثراها الطيب سواء طين أو تراب
له خصوبة مشهود بها في البلاد
أما الإبداع الفني في أوانيها
فإرث إنساني من أجداد لأحفاد
و شهي حلويات قد داع صيتها
منها(مصابان) أمير مائدة الأعياد
و كعك و كعب غزال ترافقهما
قصة نزوح مع تاريخ أمجاد
نزوح من الفردوس المفقود
لما تعرض السلف للإضطهاد
إبتكروا حلويات مخبأ لرزقهم
لإبعاده عن عيون كل الأوغاد
لما طردوا من الأندلس بقسوة
و كانوا بها فوق هرم الأسياد
آسفي العريقة تحدثك بحنين
عن الماضي التليد في الجهاد
وعن سلف شريف من الصالحين
لهم صوفية العارفين بالأوراد
كفاف و عفاف بمشواة سردين
و خلوة بشاطئ محراب لزهاد
إنها معشوقتي آسفي أهيم بها
لا أبالي بهجوم كاسح للأضداد
ثم ترييفها ببداوة غزتها بهمج
داسوا محياها السمح الوقاد
لكن ألقها رغم عفونة عقليتهم
له بريق زهور برية في الوهاد
لأن آسفي هدية من رب كريم
هو حاميها من زبانية الإفساد
معشوقتي أهرب مني إليها
و أتماهى كالسيوف مع الأغماد
عشق يتجدد كل فجر و عشي
نبض مع تقدم العمر في إزدياد.
آسفي: المملكة المغربية 🇲🇦: 29..7..2025
رأس الأفعى: منتجع سياحي بآسفي.
برج إيفل : معلمة باريس الشهيرة .
المصابان: اشهر حلويات آسفي محشوة باللوز و منقوشة باليد
الكعك : ومنه الصغير والكبير..فيها كانت تخبأ اساور و خواتم
النازحين من الأندلس كيف لا يصادرها جنود العدو و هي على شكل دائري منقوش.