الشاعر السوري: فؤاد زاديكى
الشِّعرُ إحساسٌ رَقِيقٌ مُتْرَفُ … و الحُبُّ فيهِ بالمشَاعِرِ يَنْزِفُ
نغدو نُقلِّبُ في البُحُورِ حُروفَنا … فَيَمدُّنا بالسِّحرِ ما مُسْتَكشَفُ
لو لم نُفكِّكْ سِرَّهُ ما جادَنا … بوحٌ، و لا الأفكارُ هبَّتْ تَعْصِفُ
في دربِه نَمضي، و يَصعُبُ خَطوُنا … إنْ ضاعَ إحساسٌ، تَلاشَى المَوقِفُ
يا روعةَ الأُنثى، بطِيبِ حَديثِهَا … من رقّةِ الإلهامِ عَذْبُهَا مَرْشَفُ
الشِّعرُ و الإحساسُ و الوحيُ، الَّذي … عَنْ وَجهِكِ النَّورِيِّ إذْ يَتَكشَّفُ
يَهوِي القَصِيدُ إذا غَفَتْ أنفاسُهُ … و الرّوحُ دونَ مَقاصِدٍ لا تُعْرَفُ
الحُسنُ في عينيكِ أوّلُ آيةٍ … تُتْلَى على قلبِ الفتى، فَتُؤلِّفُ
من وحيكِ انهمَرَ البَيَاضُ، كأنّهُ … مَطَرٌ يُبلِّلُ دفترًا و يُهَفْهِفُ
يا مَنْ جرَى من هَمسِها معنَى الهوَى … و بها ارتقى الإيقاعُ و هوَ يُصَرَّفُ
ما كانَ شِعريَ لو غَفَتْ أنثاهُ، لا … أو غابَ عن قلبي النّقاءُ المُشْرِفُ
هيَ وَمضةٌ، هي قُبلةٌ من غَيمةٍ … هيَ نَشوةٌ، من ظلّها أتَعَطَّفُ
في حَضرةِ الإبداعِ نَظمُ قصيدةٍ … و الصّمتُ حينَ يُبَاحُ، فَهْوَ مُعَرَّفُ
إنّي كتبتُكِ ما استطعتُ، وَ كلُّ ما … لم أستَطِعْ، بَصَمَاتُ روحيَ تَكشِفُ