mercredi 20 août 2025

باب التوبة
بقلم احمد قطب زايد
سارعوا قبلَ أن يأتيَ الأجلْ،
فالحياةُ تميلُ كميلِ المُقَلْ
لا تغرّنكُمُ الدنيا ببَهرَجِها،
كلُّ ما فوقَها فَانٍ... ويَزولُ الظِللْ
كم صريعٍ بها قد غَرَّهُ الأملُ،
نامَ عنها، فقامَ الموتُ... وانتقلْ
سارعوا نحوَ ربٍّ غافرٍ رحِمٍ،
بابُهُ لا يُغلقُ، فادخلوهُ عَجَلْ
كلُّ ذنبٍ وإن طالَت صحيفتُهُ،
يمحُهُ دمعُ خاشعٍ... إن عدلْ
سارعوا، فالبُكا في الليلِ منجاةُ،
والمُنى في ركوعٍ ساجدٍ بطلْ
إن في القلبِ نارًا لا يُطفئُها،
غيرُ نُورِ اليقينِ إن كمُلْ
فاستفيقوا، ففي الأعمارِ عبرتُنا،
ماتَ بالأمسِ من كانَ لنا مثلْ
أيها الغافلُ اسمعْ صوتَ واعظنا،
هل تُراكَ تفيقُ أم تمضي بلا خَجلْ؟
كم صديقٍ دفنّاهُ بأعينِنا،
ثم عدنا... كأنَّ الموتَ لم يزلْ
أين مالُك؟ أينَ جاهُك؟ أينَ مَنزلُكَ؟
كلُّها ذاهباتٌ... والرجاءُ عملْ
سارعوا، واستغفروا، الليلُ مُدبِرُهُ،
والصباحُ شهيدٌ... والملَكُ ارتَحلْ
ربُّنا واسعُ الغفرانِ إن رجعوا،
يا سُعادى لمن تابَ وما كسلْ
فاسجدِ الآنَ، وابكِ الذنبَ، معتذرًا،
قبل أن لا يُقالَ: "ارجعوا... قد قُفِلْ"