لم تعد الجبال تسمع
الأودية ابتلعت أصواتنا
والرياح تصفر في خواء المدن
كأننا ظلال تبحث عن جسد
حجر حجر
أمة أغمضت عينيها
لتنام على وسادة من دخان
فكيف ينهض
من أكلته نار الغفلة
وكيف يرى
من باع حدقته للظلام
حجر حجر
الأرض كف جرح مفتوح
تستغيث بمطر لا يأتي
وتلد قمحا مخلوطا بدم
وثمارا بوجه متفحم
فمن أنتم؟
السيوف صدئت في غمدها
والكلمات ذابت في ألسنة الخطب
والمذلة صارت ثوبا يوميا
نرتديه مع الخبز والماء
حجر حجر
سماءنا توزع صواعقها
على الركع
وتترك الغاصب يقيم عرسا
على أنقاض القلوب
فيا أبناء الغفلة
المجد لم يمت
لكنه دخل في قبو النسيان
ينتظر صاعقة توقظ الحجر
وتفجر الدم في العروق
حجر حجر
نار الزمان
نارنا
حين غدونا غرباء
عن ملامح أرواحنا
حين انصهرنا
وتمايعنا
فلم يتبق سوى الحجر
حجر حجر