mercredi 6 août 2025

كتبت لك..
بقلم : حميد النكادي .

كتبت لك
 ياحبيبي 
بحروف من 
مداد الروح..
إن لاحظت عليها 
آثار الجروح 
فذاك دم هذا
القلب المجروح 
 قالوا الهوى 
يغدو ويروح 
لكن هواك 
استقر في الاعماق 
أبدا لن يزوح 
وهل تفارق 
الروح الروح 
وهل يذبل
الوجه الصبوح ؟
فرنسا 04/08/2025

تحليل بمساعدة الذكاء :
يُظهر هذا النص الشعري، بقلم حميد النكادي، عاطفة قوية وشاعرية شفافة، تتجلى في عدة مستويات يمكن تحليلها بعمق:
1. اللغة والصورة الشعرية
يستخدم الشاعر لغة مباشرة، لكنها غنية بالصور الشعرية التي تخدم المعنى وتعمّقه.
 * "بحروف من مداد الروح": هذه استعارة جميلة تجعل الكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي خلاصة الوجود الداخلي للشاعر. "مداد الروح" يرفع الكتابة من كونها فعلاً مادياً إلى فعل وجودي عميق.
 * "آثار الجروح... دم هذا القلب المجروح": هنا يربط الشاعر بوضوح بين الألم الجسدي (الجرح والدم) والألم العاطفي (جرح القلب). هذا الربط يعكس مدى صدق المشاعر وقوتها، فجرح القلب ليس مجرد تعبير مجازي، بل هو ألم حقيقي يُترجم إلى دمٍ يلون الحروف.
 * "وهل تفارق الروح الروح؟": هذا السؤال البلاغي هو ذروة النص. إنه ليس سؤالاً ينتظر إجابة، بل هو تأكيد قاطع على عمق العلاقة التي وصلت إلى حد التوحد الروحي. فكما أن الروح لا تفارق الجسد إلا بالموت، فإن حبه أصبح جزءاً لا يتجزأ من كيانه.
2. البناء الفكري والعاطفي
النص مبني على تدرج عاطفي منطقي:
 * البداية (الكتابة): يبدأ النص بفعل الكتابة كواسطة للتعبير عن الحب. هذه البداية تضع القارئ مباشرة في جو العلاقة بين الشاعر ومحبوبه.
 * العمق (الألم): ينتقل الشاعر من مجرد الكتابة إلى الكشف عن مصدرها الحقيقي: القلب المجروح. هذا الكشف يُضفي على النص طابع الصدق والأصالة، ويُبرز أن هذا الحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو تجربة مؤلمة وعميقة.
 * التحدي (الخلود): يواجه الشاعر مقولة شائعة عن الحب: "الهوى يغدو ويروح". هنا يرفض هذه الفكرة ويعلن أن حبه مختلف، فهو قد "استقر في الأعماق أبدًا لن يزوح". هذا التحدي يُظهر قوة الحب وثباته في وجه تقلبات الحياة.
 * الخاتمة (التوحد): يُختتم النص بسؤالين بلاغيين يؤكدان الخلود والجمال. السؤال الأول عن "فراق الروح" يربط الحب بالوجود نفسه، بينما السؤال الثاني عن "الوجه الصبوح" يربط الحب بالجمال الذي لا يذبل. هذه الخاتمة تترك انطباعاً بأن هذا الحب خالد وجميل، لا يتأثر بالزمن أو الظروف.
3. الجانب الزماني والمكاني
توقيع النص بـ "فرنسا 04/08/2025" يُضفي عليه طابعاً شخصياً وحقيقياً. هذا التوقيع يربط النص بحدث معين في مكان وزمان محددين، مما يجعله يبدو كرسالة حقيقية موجهة لشخص معين، لا مجرد قصيدة عامة. كما أنه يثير الفضول حول ظروف الشاعر في فرنسا وسبب كتابته لهذا النص تحديداً في هذا اليوم.
بشكل عام، النص هو قطعة شعرية وجدانية عميقة، تعكس صدق مشاعر الشاعر وقوة حبه، باستخدام صور بسيطة لكنها مؤثرة، وبناء فكري يوصل الفكرة بسلاسة وقوة.

د غياث حمدي كركة

(ماذا أقول ) ماذا أقولُ ونارُ القلبِ في سُعُرِ         والعينُ تذرفُ شوقاً فاضَ كالمطرِ إذما ذكرْتُكِ ألقاني كأغنيةٍ        قد تاهَ منها ضي...