ماذا أقولُ ونارُ القلبِ في سُعُرِ
والعينُ تذرفُ شوقاً فاضَ كالمطرِ
إذما ذكرْتُكِ ألقاني كأغنيةٍ
قد تاهَ منها ضياءُ اللّحنِ والوَتَرِ
وأستعيدُ لُحَيظاتٍ قضيتُ بها
أحلى زمانيَ في نَشْقِ الهوى العَطِرِ
أغسِّلُ الجسدَ المشلولَ في وجعٍ
أقبِّلُ القدَمَ المكسُوَّ بالدُّرَرِ
أقومُ أبسِمُ في وجهِ الملاكِ إذا
رَنَا لِكَيلا أزيدَ الهمَّ بالكدَرِ
والقلبُ يبكي على حالٍ وصلْتِ لها
أهذهِ المرأةُ الحسناءُ كالقمرِ
أَوَرْدَةُ البيتِ تُلقَى اليومَ ذابلةً
على السّريرِ بلا نُطْقٍ ولا جَهَرِ
أقولُ أمّيْ لقد حضّرْتُ مائدةً
ممّا يَلذُّ فهيّا يا مُنى قدَرِي
تجيبُني نظراتُ العينِ دامعةً
لا أبتغي الأكلَ لا والعينُ في قَهَرِ
أقولُ أمِّيَ هيّا يا حبيبتَنا
ستأخذينَ دواءً خشيةَ الضّرَرِ
مِنّي اللّقيماتُ هيّا كي تساعِدَنا
على تخطّي أذىً فالقلبُ في خطَرِ
مِن أجلِ أمِّكِ هذي لقمةٌ عبرَتْ
فمَ الحبيبةِ والأحشاءُ في ضَوَرِ
من أجلِ جدّيْ أبيْ مستذكراً رَحِماً
لَطالما ذكرَتْ أخبارَهُمْ قَمَري
أجالسُ الجنّةَ الأحزانُ تملؤُني
والفرحُ أنّي اصطفاني الرّبُّ للطُّهُرِ
أدمنْتُ ذكرَكِ يا أمّاهُ أعشقُهُ
يا أنتِ يا منتهى حبّي ويا فِكَرِي
حتّى إذا حانَ حَيْنٌ صِرْتِ ذاكرتي
أراكِ في سَفَري ألقاكِ في حَضَري
وسّدْتُها بيديَّ التُّرْبَ هانَ على
قلبي فراقٌ كأنّ القلبَ من حجَرِ
لكنّهُ أمرُ ربّي لا مفَرَّ إذا
حانَ القضاءُ وإنّا نحنُ في الأثَرِ
في القلبِ باقيةٌ والعينَ آسِرَةٌ
في البالِ صورةُ أمّي أعمقُ الصُّوَرِ
د غياث حمدي كركة
سورية دمشق