samedi 23 août 2025

بقلم:أحمد لخليفي الوزاني شاعر وزانسيان

🔹 هل أتاك حديث اليباب؟

أنا قدحُ العطشِ!
كسرتني صخرة عاتية القحط،
جفَّ النبعُ في حلقي
فأجهدني.

حين سألوني عن حالي،
سكبوا السرابَ في القوارير،
فحسبتُه ماءً،
فزادوني عطشًا، وأضنوني.

أنا وجعُ الجوع!
أرى الحقولَ عروسًا بالسنابل،
تناديني،
لكنهم يذرون الفتاتَ للريح،
ومن الطحين سلبوني.

كأن الخبزَ لا يُعجنُ
إلا بدموعِ الجائع،
وهذا الذي أبكاني.

ومن وجعِ الأحشاء
تفجّرت صرخةُ الفجر:
أنا صرخةُ شعاع،
أحمل النهارَ في يدي،
لكنهم يشترون الليلَ
مغلّفًا بالأقفال،
وممهورًا بالأعذار،
فخنقوا صوتي، وأخرسوني.

أيها الشعراء،
السكارى بالمداد،
أما من نديمٍ يداوي نزيفَ الحرف؟
فأغيثوني.

هذه جراحُ كلماتي
حبلى بنشيدٍ غائرٍ
يؤرقني،
فرمادُها — ولو بعد حريقٍ —
يزهر وردًا يواسيني،
ويصبّ دمًا في وريدي
يقوّيني.

أخبروهم:
لماذا يردمون القنديلَ قبل أن يضيء؟
ولماذا يطمسون الغيمَ قبل أن يفِيء؟
فأدلوني.

فإني، رغم قيدِ الظمإ،
يبقى في داخلي نبعٌ رقراقٌ سرمدي،
يرويني،
ويحمل وعدًا:
غدٌ سيولد خاليًا من البكاء،
صافيًا من الضجيج،
فبشّروني.

وسيأتي يومٌ —
تشرب الأرض دموعَنا فرحًا،
وتنطق الحجارة،
ويثمر العطش،
وتتعلم القلوب أن تُنبت أغصانًا
من جذعٍ مبتور،

هلا تُصدّقوني؟

بقلم:
أحمد لخليفي الوزاني 
شاعر وزانسيان 
جميع حقوق النشر محفوظة

د.جاسم محمد شامار

(في ليلة الحرب) في ليلة الحرب والرعبْ.. كانت مغلقة الطرقْ.. وحيدا كنت وكان الليل. وفي السماء تلتمع الشهبْ.. وأزيز يكسر الصمت .. ولهب في الأ...