قالوا: مجنون من لا يحب…
ضحكت وقلت: إذن، أنا المجنونة!
أمشي على طرقات الليل بلا دليل،
قلبي يرفرف في سماءٍ بلا حدود،
أتنفس الحرية كما أريد،
أرقص مع الريح، أضحك للظلال،
أحمل في عيني عوالم لا يعرفها أحد،
أغرق في أفكاري حتى تختلط النجوم بعقلي،
وأسمع صمت الشوارع ينادي باسمي،
وأنا أتمايل بين الحقيقة والخيال،
أرسم على الجدران أحلامًا لم يولدها أحد،
أجمع حطام الأيام وأحوّله إلى ضحكة.
الحب… سهر وشوق وألم،
تعد الليالي ولا شيء ينتهي،
ما حاجتي لذاك القيد؟
أخاف كل حب يقيدني،
كل كلمة تبدو كقيد، كل وردة كسجن،
وكل إغراء يطرق باب روحي، أبتعد عنه،
لأن حريتي أغلى من أي مشاعر مفروضة،
أغوص في صخب قلبي، أتنفس في صمت روحي،
أجد نفسي في كل تمرد، في كل ضحكة، في كل دمعة،
أسمع صدى جنوني يتردد بين جدران العزلة،
أكتب على أوراق الريح ما يخيف الآخرين،
وأظل أحيا على هامش هذا العالم،
أمسك بالحرية كما يمسك الطفل بيد أمه،
أحتضن ضحكتي كما يحتضن البحر شاطئه،
وأجعل من جنوني وطنًا لا يعرف الحدود.
أنا المجنونة،
وفي جنوني هذا أعيش،
أراقص الظلال، أكتب على الجدران،
أصرخ بلا خوف، أضحك بلا قيود،
وفي كسر القيود أجد نفسي… كاملة،
لا حب يقيدني، لا وعد، لا كلمة، لا زهرة…
فأنا حرة كما الريح، كما الليل، كما الجنون الذي أعيش فيه.