_____________
من ذا يشاطرني العتب
بين التوجّس والغضب
ويصيح بين المارقين
كفى انغماساً في اللهب
هذا التراب رفات من
سبقوا وما خانوا النسب
عاشوا الحباة كرامة
ومحبة تغني الأدب
تثريهم الأخلاق كي
يغنوا الحضارة بالذهب
بالعلم والعدل الذي
يبقى على مر الحقب
حيث الحياة توازن
وصلاح آتٍ مرتقب
بعطاء من عاش الهدى
ونقاء قلب قد وثب
فذروا الخلاف وأبصروا
درب الفلاح المستلب
لا تحرقوا الأرض التيّ
وهبتكُمُ حلو الرُطَب
وتروا ضجيجاً خلتُمُ
بالوهم حقاً مكتسب
يغويكٌمٌ بين الصدى
المقهور في جهل غلب
من خان عهد المصطفى
عاش انحرافاً وانقلب
لا تشربوا نهر الخداع
ولا تخونوا من وهب
عيشوا الضمير وحققوا
مجد العطاء المرتقب
بعزيمة لا تنحني
وإرادة لا تُغتصَب
يا أمة رقدت على
آلامها بين الصخب
فغدا التناحر شأنها
بين السياسة والكذب
عودي إلى درب الهدى
فهو السبيل المنتخب
لبناء صرح حضارة
تنمو بآت محتَسَب
يعلي الولاء بحبه
لله في أرض العرب
لا تحسبوا المجد يُرى
بين اللحى أو بالشنب
أو بالتفاخر والتناحر
والتباهي بالنسب
أو بالتعالي في المراتب
والمناصب والرتب
أو بالمغانم والنقود
وبالعمائم والخطب
فالله قد جعل الخليقة
إخوة في من أحب
من كان منهم مؤمنا
فقد أصاب ولم يخب
ومن يصعر خده
للناس تاه بما اكتسب
ومضى شقياً ليس يرجو
غير خاتمة اللهب
فالحب شرعة من نجا
ومن اعتدى فقد اغترب
وغدا كوحش في الفلاة
إلى الهلاك قد اضطرب
الأرض أرض الله من
غرس الفسائل قد كسب
ومن اعتدى فجهنم
مأواه يسكنها حطب
..........
٣ / ٨ / ٢٠٢٥