جنوبيا
الشاعر : يحيى بن حسين سعدالله
عندما تهاجر الطيور جنوبا فإنها تقطع مسافات ومسافات كبيرة من الأميال.. ماؤها لهذه الهجرة هو الحنان والحنين .. إلی تلك الأماكن البعيدة التي أعتادت الطيور الهجرة إليها ما بين الفينة والأخری رغما المخاطر والصعاب التي قد تعترضها خﻻل مشوارها الطويل .
عانيت ومازلت أعاني ما عانته تلك الطيور عندما بدأت هجرتها تاركة وراءها أوكارها اطﻻﻻ إنه الحب والحنان أمراها بالرحيل إنني وددت الرحيل جنوبا من اجلك ولكن.. كيف؟
يتسلل حنانك الرهيف ليﻻ يسري في دمي معانقا زهرة الشوق .. شوقي إليك .. ذلك الشوق الذي أذاب لهفتي في دمي عبر الليل الطويل .. توقفت ذاكرتي عن كل شيء إﻻ أنت .. أنت .. وحدك بقيت عالقا معشعشا مستكينا منصهرا في غياهب العروق، أما ماء الوفاء فلم يبق منه إﻻ بخار مشبع بأحماض اليأس والنسيان .. تسبح في سماء الذكريات .. أحماض قد أحرقت زهرة الأمل أحرقتها فوق صدر البدر فضاع مني أمل اللقاء.
