mardi 26 août 2025

الأديب الحاج كريم ال سعيد الكناني

المطرقة والدار..
............قصة قصيرة.. جلستُ تحت بساط الشمس أستظل بوهجها، غير أن القمر سرعان ما فضحني بنوره، مؤنِّبًا سكوني. عندها سألتُ نفسي عن حقيقتها، فأنكرتني، لكنها أعزّتني بخطابٍ مُلتبس، كأنها تخشى مواجهة صورتها في المرآة.
سألتُ الحامي عن وطني، فأجاب باستهزاء وهو يشير إلى فوهة رشاشه، كأن الوطن لم يعد سوى أداة قتلٍ عمياء. تطلعتُ إلى نخيل الخير، فإذا بسواده قد صار خرابًا، يجرّه الحمّالون على عربات كجثةٍ بلا روح.

ذهبتُ إلى قومي، أطلب منهم إنصافًا، فاستقبلوني بقولهم:
ـ "نوبتك جاءت… لحراسةُ الدار."عد، وأتنا بسلاح. 
عدتُ إلى داري، فلم أجد فيها غير مطرقةٍ مركونة في زاويةٍ منسية. أمسكتها، وتوهّمت أنّ الحديد الجامد قد يمنحني صلابةً لم أجدها في قلبي. لكنّ الرجال أحاطوا بي سريعًا، وكأنّهم ظلّي المتكاثر. ارتجفت قدماي، وسقطت المطرقة من يدي، وتلعثم لساني فلم أجد غير أن أهمس:
ـ "الدار داركم، أيها الأحباب… ادخلوها بسلام"
في لحظةٍ قصيرة، نهبوا الخزائن والأموال،وقتلوا الاعزة، 
 وتفرّقوا بين ضحكاتٍ مكتومة. وكان أحدهم حمله خفيفًا، فأهديته مطرقة الحراسة كي لا يشمت به رفاقه.
عندها أدركتُ أنّ الدار لم تكن دارًا، ولا المطرقة سلاحًا، ولا الرجال قومًا…
إنما كانت امتحانًا لضعفي، ووهمًا صنعته روحي لتبرّر عجزها.
فالوطن الذي يُختزل في سلاحٍ، يُختزل في الخراب،
والأمة التي تستبدل العدل بالحراسة، تُسلّم إرادتها للسُرّاق.
أما أنا… فقد بقيتُ حارسًا لوهمٍ كبير، أسمّوه دارًا، وأسميته وطنًا.
الأديب الحاج كريم ال سعيد الكناني

الكلمة الطيبة لا تموت 🖊 الأستاذ مرقص اقلاديوس

الكلمة الطيبة لا تموت ( رسالة نثر إيقاعية إبداع حر ) بقلم..مرقص إقلاديوس .............  في اثينا القديمة  حكموا على سقراط أن يشرب سماً. والم...