mardi 5 août 2025

هٰذا دَمِي يُحاصِرُكُم..!

نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس

أنا لستُ صدىً في الريحِ...
بل نداءُ الحُرِّ في زمنِ القُيودْ،
أنا الطلقةُ الأولى، ...
وصوتُ الأرضِ ...
إنْ نادتْ على أبنائِها،
أنا الوترُ المشدودُ ...
في صدرِ الحصار،
أنا دمي...
دمي الذي لا يَنحني،
ولا يُساوِم...
ولا يَخون...
***
هٰذا صوتي...
هٰذا دمي يُحاصِرُكُم،
يُطاردُكُم،
يَقُضُّ مَضاجِعَكُم...
من رَفَحَ المصلوبةِ بالنارِ،
إلى الجليلِ الحالمِ بالحريّة...
من القُدسِ عاصمتي الأبدية،
إلى حيفا، ويافا، واللُّدِّ،
وعكّا المبحوحةِ بالحنين،
كما غزّة،
ونابلس،
وطُولكَرِم،
والخليلِ الجريحةِ بالقيود...
***
صَوْتِي هٰذا...
هٰدِرٌ كموجِ البحرِ حينَ يثور،
يُلاحقُكُم...
 في كلِّ الساحاتِ والميادين،
يَقُضُّ مضاجِعَكُم،
يُنغّصُ عيشَكُم،
يَسْرِقُ من أعينِكُم النوم،
ويَغْرِسُ في أحلامِكُم جُرحًا لا يَندَمِل...

لن يَهدأ،
لن يَلين،
لن يَسْتَكين...
هوَ نبضُ مَن بقيَ حيًّا في المذبحة،
هوَ أنفاسُ مَن لم تَستطعْ المقابرُ أنْ تَطمِسَهمْ...
***
ماذا أقولُ....؟
لقلوبٍ قَسَتْ وغَوَت،
لضمائرَ غابتْ وانْزَوَت،
لعقولٍ فَسَدَتْ وخَوَتْ...

ماذا أقولُ....؟!
لمَواليدَ الصمتِ في مَهَاجرِ الزَّيف،
ولأبطالِ الخُطَبِ ...
فوقَ الجُثثِ النّائمة ...؟!

ماذا، وماذا...
ماذا الكثيرُ الكثيرُ؟!
***
لكنّني أقولُ : 
بجُرحٍ لا يُساوِم،
وبحُلمٍ لا يُبَاع ....

هٰذا صوتي،
هٰذا دمي يُحاصِرُكُم،
يُطارِدُكُم ....
من رَفَح،
إلى أريحا،
وصَفَد،
والجَليل...

حيثُ السِّرُّ باقٍ في التُّراب،
وحيثُ لا يموتُ الشهداء،
بل يُبعثونَ في القصائد،
وفي النّشيد،
وفي دَمي...
***
سيبقى هذا الدَّمُ النابضُ في الساحاتِ،
أزليًّا كالصلاة،
يُنبتُ من الحجارةِ شمسًا،
ومن الرمادِ سنابلَ لا تموتْ...
***
غدًا...
حين تُكسَرُ القيودُ وتُفتَحُ الأبواب،
سَترفعُ غزّةُ وجهَها للشمس،
وتغسلُ القُدسُ حزنَها بالنّصر،
ونَعودُ...
نَعودُ أحرارًا،
بلا خوفٍ،
ولا سجون...

فهذا الدَّمُ ...
 دَمُنا ...
كُتِبَ عليه أنْ يَنتصرْ....!

د. عبد الرحيم جاموس  

 5 آب/أغسطس 2025

الشاعر دكتور اشرف ثابت جوهر  (انا والحياة) لم ينفعنى عم او خالي  رجل اعيش في حالي مابين سفري و ترحالي أبكى وحدى لموالي عشت دنياحقا جميلة عشت...