كُلّما الغيمُ همى قطرا وريَّا
رفرفتْ رُوحي , وطَاَرَتْ مِنْ يديَّا
***
حين ضَمَّتْ قطْرَةٌ خَدّا لِزَهْرٍ
واصْطفَتْ لَثْم الشذا عِطْرًا نقيَّا
***
دغْدَغتْ قَلْبِي , وقالتْ : يا صدِيقِي
عانِقِ الورْدَ , وكُنْ دومًا حفِيَّا
***
كُنْتُ غيْبًا , في سماءٍ قدْ تَناغتْ
مِنْ هُطُولِي , أنْشدَتْ لحْنًا شجِيَّا
***
كنتُ وعْدًا , في غُيُومٍ قدْ تَهادَتْ
فاصْطَفانِي الدمْعُ أجْرَى مُقْلتيَّا
***
غيرَ أنِّي منْ مِياهِي قدْ تسَامتْ
بَذْرةُ الحبِّ , وزُفّتْ لِي الثُريَّا
***
سوْف يشْدُو النحلُ بحْثًا عنْ رحِيقِي
ناهلاً كَأْسِي , ومَحْزُونًا عليَّا
***
غيْرَ أنِّي لا أبَالي حَيْثُ كانتْ
صَبْوتِي , فالجُودُ منْ طبْعِي وفيَّا
***
قَدْ يجِِفُّ الماءُ , لكِنِّي بِشهْدٍ
أمْنحُ المرْضى شفاءً سرْمدِيَّا
***
يا إلهَ الكوْنِ , كمْ جادَتْ غُيومٌ
أنْتَ مُجْرِيها , وكمْ كُنْتَ سَخِيَّا
***
فاجْعَلِ الأشْعَارَ أمطارًا لِفِكْرِي
تبْعَثُ الوَعْيَ , ومِنْهاجًا سَوِيَّا
***
بقلم 📝 : سليمان بن تمليست