لما بلغت الستين صرت رضيعا
اصبو عناق الصدور واله الفتن
هل يرتوي عاشق من جذوة شهد
جادت بها قطرة من شفتها المزن
ما زلت أحبو بطيئا نحو ينبوع
خارت قوى والجفاف يكتسح البدن
حتي بدت لهفة الغزلان ناصعة
ترنو وصالا على متن الهوى والشجن
في صهوة الشيخ نابت عظلة قاهر
لا يرتخي العضو والأجساد حبا الزمن
هذا نطاق تراست فيه أودعتي
منذ الصبى صائنة الوجد من الوهن
والعين من فرط رضاها محابية
قد تحسد نفسها والروح قيد الشجن
من طينة باهضة سرجت راحلتي
اقرضتها فوهة الوجدان درأ المحن
اغدقتها ترس اعناب متراصفة
في حدقة العين بريق هاديا للسفن
لما عتت ريح شمالي تسائلني
عن خدرها اين مأواه المنوع المنن
سؤل سرى راهقا للعقل يشغله
حتي صفت من سمائي رتب المهن
عذنا من الشيب بالطهر الوضيء مدى
والطهر في مرفئ الصبابة يكتفن
علي مباركي
الشاعر الحزين.
تونس في 10 اوت