mardi 2 septembre 2025

بقلم أ. عزة ناصف

السّجِين 
نعم أخطأتُ وعصيتُ وفي النهايةِ بشر
ضَعُفَت نفسي ولَهَثتْ لِكُلِ محرمٍ
مِن قتلٍ واغتِصابٍ وعملٍ غيرَ مُشَرِفٍ
فخَلقنا اللهُ بنفسٍ فيها ضَعفٍ
تُُخطِيء وتتَوب لِتُصلِح مافَسد
فلا تَلوموني فَلستُ مَلك
ولا تلفِظوني بأعينكم يا بني البشر
وتُعامِلوني كأني وباءٌُ وجَرب
مَن مِنا بلآ خطيئة لتتوبُ لله الواحد الأحد 
ونظراتُ الناسِ لي سهمٌ كأني حجرٌ
بلآ لحم ودم فتجعلني في عداءٍ مع النفسِ
عَامِلونا برفقٍ وامحوا لنا كُل خطأٍ
لِتعيدوا لنا الثِقةُ والأملُ
فإنّ مِنَّا مَن اُسْتُغِل بجَهلٍ وكان في طَيْشٍ
لحاجةِ مالٍ أو عملٍ ولم يعِ بعاقبةِ الأمرِ
ومِنا أطفال الشوارع لم يكن له عُشٌ أو رحمٌ
وكان ضحيةَ عصاباتٍ وجَوْعٍ
ومَن أنهَكتهُ مشاكلُ الأُسرِ فتاها في غيابات العُنفِ
وتمرَّدَ علىَ الحياةِ ووقع في الفخِ
ومَن زادَ في الدلالِ ولم يرَ سُوى نفسه
ولآ يجدُ مَن يُهَذِبُ ويزجرُ
فستباح له كٌلَ ظُلمٍ
يا ليتَ يكون السجنُ تأهيلٌ للنفسِ
وفرصةٌ للعملِ وتغييرُ فكراً أهلكَ صاحبه
وليس دارُ امتهان للنفسِ فتزدادُ عداوةً وحِقدا
يا ليتَ ما كان ولا كُنا في هذا الوضعُ
أعطونا فرصة للصلح مع النفس
بحلو الكلام والوعظ
ولآ تَنبِذونا بهجرِكُم وسوءَ الظنِ
وافتحوا قلوبُكم فَمِنا له قلبٌ ويملكُ الخير
وامْحو زَلَّاتنا لنعيشَ دون قهرٍ
وأحيطونا بالرعايةِ والدفء
فما زِلنا بحاجةً للثقةِ وتوفيرِ العملِ
لقد أخذنا العقاب وتعلمنا الدرس
وافسحوا الطريق لنا لغدٍ كلَّه أمل 
بقلمي عزة ناصف

بقلم أ. عزة ناصف

السّجِين  نعم أخطأتُ وعصيتُ وفي النهايةِ بشر ضَعُفَت نفسي ولَهَثتْ لِكُلِ محرمٍ مِن قتلٍ واغتِصابٍ وعملٍ غيرَ مُشَرِفٍ فخَلقنا اللهُ بنفسٍ ...