وراحت من الحالِ بَعضاً تكيلُ
وقالت لقد ضقْتُ بالحال ذرعاً
على كاهلي ناخَ حملٌ ثقيلُ
اعيش مع الناس في كلٌ صدقٍ
لكلِّ وَفيٍّ أمينٍ أميلُ
وعايشْت في الدرب خَلْقاً كثيرا
ومن زان منهم يَسيرٌ قليلُ
وقد كنت أروي الوداد وفاءً
وما ساور النفسَ يوماًرحيلُ
وقد ساءنا ما اشترينا رخيصاً
وما قادنا للصَّلاحِ سبيلُ
فقد مَرّ في الدربِ خَلْقٌ كثيرٌ
وماأسْعد القلبَ منهم نزيلُ
تراجَعَ فيهم عن الحبّ فهمٌ
كبيرٌ يشيخ فينمو فَسيلُ
فهم لا يعيرون للحبّ قدرا
فيعقب خِلاًّ تَنَحٌى خليلُ
وحيناً يميلون للقرب شيئا
اذا ما دعاهم اليَّ مقيل
فصاروا كما الثّلْج شُكِّلَ وَرْدا
اذا ما أطل النهارُ يسيل
فلا يحفظ الودَّ الا كريمٌ
ولا يَُكْمل الدربَ الا الاصيلُ
وما ينقضُ العهدَ الا رخيصٌ
وما يُنكر الودَّ الا البخيلُ
لقد كان درب الوفاءِ فخاراً.
وكل الذي قد غزانا دخيل
٠٠
وقد بَدَّل العصرُ فينا سلوكاً
وكلُّ الذي في المَعاشِ دليلُ
٠٠٠سليمان العلوان