تَكتُبُني القَصيدةُ،
تَبحَثُ داخِلي،
تَختارُ حُروفي...
تُسانِدُني حينًا،
وتُعاديني كُلَّ حينٍ...
تُناقِضُني إنِ اختَلَفتُ،
تُساوِمُني،
تَكونُ جَلّادًا
يُقاضيني،
ويكونُ رَديفي...
تُشاطِرُني صَمتي،
وسَهوِي،
تُغتالُ وَقتي،
تُسكِتُ صَوتي...
تُقاسِمُني خَلوَتي،
ودَقّاتِ قَلبي،
تُقاسِمُني
وَجبَتي ورَغيفي...
تُشارِكُني
ساعَاتِ نَومي،
تُلازِمُني فَرَحتي
وحُزني،
وإن سَهَوتُ
تَكونُ رَفيقي...
تُبحِرُ مَعي،
تُعلِّمُني
رُكوبَ البَحرِ،
وفَنَّ التَّجديفِي...
تَجعَلُني فارِسَ
مَيدان...
أَركَبُ صَهوَةَ حَرفي،
أُتقِنُ رَميَ رِماحي،
وضَربَ
سُيفي...
تَأخُذُني...
لِمَضارِبِ العَرَبِ،
أَسوسُ الإبِلَ،
وأَرعَى الغَنَمَ،
في الحَضَرِ والرِّيفِي
تُشارِكُني القَصيدةُ،
مَكانَ سُكوني،
تُقاسِمُني،
أَنفاسي،
وحَديثَ ناسي،
لِتَكونَ ظِلّي
ووَنيسي...
تَجعَلُني أداةً،
تَكتُبُني،
تُغضِبُني..
تُسَيِّرُني لِتَكونَ،
وَليفي...
تُعاتِبُني القَصيدةُ
مِن حينٍ لِحينٍ،
تُخاصِمُني،
تَعبَثُ داخِلي،
تَكشِفُ زَيفي...
تُعاديني إن غِبتُ،
أو غَفَوتُ،
وإن جَفَّت يَنابِعي
في صَيفي
أو خَريفي...
تَكتُبُني القَصيدةُ كُلَّ حينٍ
وحينٍ..
تُعزِفُني
لَحنَ عِشقٍ
لوَطني حَبيبي
......