mardi 20 avril 2021

بقلم ‏// ‏الأستاذ ‏حشاني ‏زغيدي ‏

الحلقة  الثامنة :  كيف نقوي روابطنا الاجتماعية؟

في الكثير ندعي أننا نعرف الناس و نعرف طباعهم و لكن تلك التعارفات هي مجرد لقاء عابر،  لقاء برتوكولي، و لكن التعارف الحقيفي شيء ٱخر غير  لقاءات  المجاملات  ،  قد يصدق وصف ذلك التعارف،  بتعارف المخطوبين،  فالجميع يتزين بألوان هلامية،  يفضحها أول لقاء محّكي،   و أصدق علاقة بين الشريكين،  تبدأ مع يوميات الزواج،  و العيش في كنف البيت الواحد،  و مع تقاسم الأعباء، حينها فقط  تظهر لنا حقيقة تلك العلاقة  .  فأحكامنا القبلية في التعارف غير مؤسسة،  و لا تستند لركائز التعارف الحقيقي .
فإن أصدق العلاقات هي التي تنشأ من خلال تباذل المصالح، و تباذل الخدمات،   فالتاجر أعرف الناس بطبائع الناس،  فهو يميز الوفي من الغذّار ،  يعرف المماطل من الحريص،  و حكمه في العلاقة مبني على معاملات واقعية   .
 
إن هذه العلاقة يفرض أن تحكمها  دعائم و أركان  تسند  هذه الرابطة :
أولها  :  تعارف يتجاوز الأسماء و الألقاب،  تعارف  تكون فيه صفحة أحوالنا الشخصية بكل تفاصيلها مبينة  ،  فيعرف أحدنا  طبائع المرء الذي اخترنا أن نصاحبه،  فنعرفه عند الرضا و الغصب،  نعرفه في ضيقه و أوقات فرحه  .
ثانيها :   تفاهم  بين طرفي هذه العلاقة، حيث   يسود بين الطرفين احترام متباذل، تتناغم فيه وجهات النظر  دون  أن يكون لأحد الأطراف  السيطرة و التحكم و احتكار وجهات النظر،  كما لا يكون الاختلاف  في وجهات النظر   دافعا للفرقة أو الخصومة، و قد وجدنا الكثير من الروابط تنفك و تفصل لأتفه الأسباب، لأنها علاقات غير محصنة، و قد حفظنا أجمل الأمثال الشعبية التي صاغتها التجربة الإنسانية  ( إن لم تكن معي فأنت أخي)  .
ثالثها:  التكافل أقوى الوسائل الداعمة  ،  فالروابط  التي يتوثق  عقدها بقوة، نجدها  يغذيها بعد اجتماعي تكافلي، مبني على  التعاون و المشاركة  في الخدمات  الحياتية ،  كالمشاركة في الأفراح و الأتراح، و النوائب و الملمات، فندخل السرور  و البهجة مع من تقاسمنا معه  هذه الرابطة الإنسانية أو الإيمانية  ،  التي  تحمل معانيها هذه الأبيات الشعرية  الراقية في مضمونها  :
 
صديقك الحق من كان معك.
و من يضر نفسه لينفعك.
و من إذا ريب الزمان صدعك.
شتت فيك شمله ليجمعك
 
لهذا ليس من المعقول أن نقول بلسان الحال هذا صديقي و هذا صاحبي، هذا نعرفه أعز المعرفة
و ما هذا التعارف و هذه الصحبة إلا معرفة عابرة سطحية  ،  لا يحق أن تبنى عليها أحكام الصحبة و الصداقة
 
جاء في  الخبر ذكره بمعناه الحكيم الترمذي في أدب النفس فقال: وما جاء عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حدثنا بذلك صالح بن محمد، قال: حدثنا القاسم العمري، عن عاصم بن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه:
( أن رجلًا أثنى على رجل عند عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: صحبته في سفر؟ فقال: لا، قال: فأتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: ويحك! لعلك رأيته يخفض ويرفع في المسجد  ).

الأستاذ حشاني زغيدي

بقلمي الشاعرة عبير ال عبد الله

ظل ابتسامة كل شيء يوحي بالحياة… لكن داخله مدينة فارغة، شوارعها صامتة، ونوافذها مغلقة على أسرار لم تُروَ. يمرّ بين الناس خفيفًا، يسأل عن الجم...