ما لم تقله الأيام
بقلمي أنور مغنية
ماذا أنار من جفن الورى
وما لمهجتي جفاها الكرى ؟
القول للشاعر والشرح لأعمى
ينافسني فيه وأنا من يرى
لا زالت المعاني تقودني
ما غفلت عنها ولكن تبصُّرا
ومعانٍ من الأزلِ أبرزتها
حتَّى فاض منها نوراً نيِّرا
لا اخفيك سراً فالقول قولي
وللجميع أن يُفَسِّرَ ما فُسِّرا
سترى في القادم من الأيام
إذلال الشريف بهتاناً مزوَّرا
في الزمن الآتي ستعود حوَّاءٌ
إلى الجنَّةِ مع ذنبٍ قد أُغفِرا
الكون سوف يسقطُ من كونهِ
والقلبُ للكونِ أفضل معبرا
والليل سيعبرُ عمرنا ظالماً
وسيفقد النهر ماءه والخريرا
سترى الأيام تقتلُ ضياءها
والمرء يتَّبعُ ظلَّهُ مخافة النورا
سترحل السنونوات عن ربيعنا
ستجول النسور ويهاجر الطيرا
سيرثُ الأشقياءُ كلَّ منبرٍ
مَن للحقِّ أن يعتلي منبرا ؟
وسيعمي نور الظلالة نورنا
مَن ذا يقولُ أنَّ الأعمى مُبصرا ؟
أطفالنا ستشيبُ قبل شبابها
ويسيلُ الدَّمعُ في الأوطانِ أنهرا
نامت السباعُ في سُباتها
وسادت ذئابٌ تنهشُ الورى
آدمُ قد أطالَ في خطيئتهِ
وذنبه اليوم أنَّ اللهَ لن يغفرا
وتآلفَ ذوي الجهالة فينا حتى
تمنينا لو أتتنا ريحٌ صرصرا
سينادي المُنادي لمَن ظُلمَ
إنَّ عدلَ الله لمن كان متصبِّرا
فأنر الدرب لمَن آمن بك
واجعل من القلب سراجاً أحمرا
دعهم ينفذون إلى نفوسهم
فمحاسبة النفس أمراً خيِّرا