الأمـــــــــــــــل
أمل تراءى في مقبــــــل الأيام °°°° مجلى الهمــــوم وطارد الآلام
ظن الصبورلا يخيب في ربنا°°°° كشف الغيــــوم محقق الأحـلام
رب رحيم لا حــــــدود للطفه°°°°أمر الإلـــــه يقضيه بــــــالإتمام
كل المآرب لا تـروم سهـــولة°°°°وتيســــيرُها بالعـــزم والإقــدام
لا يأمل المرء في نصر يحققه°°°°إن خامرته شكـــوك الانهـــزام
ما كل ما يبتغى سهــل تنـاوله°°°°والصيد تقنصه سهــــام الاهتمام
لا يعدم المرء من جَنَي لبانته°°°°إذا تقبـل صبرًا ضــريبة الآلام
فشهد النحل ذو الطعــم اللذيذ°°°°ودون الشـهد ذا إبر السمـــــــام
كذا الصـــعود للقمـــم متــاع°°°°وفيـــــه سقطة المـــــوت الزؤام
إذا التقت الآمال بالسعي فهي°°°°حصاد المطمح كسب المــــــرام
منذ النشأة الأولى كان الأمل أهم سند وركيزة يعتمد عليهما الصبر من أجل مقارعة تكاليف الحياة والتطلع للأفضل منها والحصول على المبتغى آنيا وآتيا.الأمل في الخلود والبقاء دفع آدم للعصيان ومنه العقاب.فرعون أمل أن يبلغ أسباب السماوات ليطلع على إله موسى،لكن الأمل لم يأت بشيء. كذا إخوة يوسف الذين أملوا التخلص منه ولم يتحقق الأمل ، امرأة العزيز التي أملت وخاب أملها،كذا إسرائيل اليوم وأملها من البحر إلى النهر. ومن هذا نستخلص إن الأمل قد يكون مستحيل التحقيق في بعض الحالات كما ذكر وفي أحيان أخرى هو قابل التحقيق بشروط صارمة . يحدثنا التاريخ عن آمال تحققت بعد كفاح وجهد وصبر، أمل عباس بن فرناس في أن أن يحلق في السماء وفعلا حقق قفزة نوعية بنى عليها العديد ممن أملوا وقد تحقق الأمل بعد جهد وصبر ومعاناة وهو ما نراه اليوم،شعوب عانت من الاستعباد وأملت أن تتحرر وكان لها ذلك بعد تضخيلت جسام. الأمل من أهم الأسلحة التي زود الله بها عباده كما ذكر في صدر المقال،وعليه تبرز بذلك أهميته وخطورته ،الحكماء والفلاسفة والعلماء والشعراء والمحبين والساعين وراء الأفضل خصصوا للأمل المكانة التي يستحقها ، وجعلوا منه البلسم الذي يداوي الجراح التي تسببها مخالب لدهر التي لا تفرق بين حي وحي وعلى الخصوص الإنسان وأصحاب الحس منه على الأخص.ذكرت إن الأمل دواء، لكنه يحتاج للمهارة في استعماله وفي مقدار جرعاته،ولا يؤتى أكله إلا بالالتزام بذلك والصبر المكلل بالجهد المتواصل وسداد الرؤيا والنهج.نسأل الله العلي القدير أن يحقق آمالنا وأن يعيننا بالصبر ويثبتنا على المثابرة ويجعل كل آمالنا وسيلة للصلاح ومجالا للفلاح آمين .