( من يمسح الدمع )
بقلمي جمال القاضي
من يمسح الدمع
من تلك العيون التي
بها من كثرة اللوى جرى
من يمسح الدمع الجسور الذي
فاضت به الأعين بعدما
ردت أيدي السائل بلا
جود وقال له المسؤل
أغرب بعيدا عن وجهنا
من يغمض تلك العيون
عن صغير يطوف بالشوارع
ومن كثرة الجوع طعم بالتشرد
آه من قهر القلوب حينما
ردت بخيبة لعدم الرضا
بماذا تجيب حين يلقى
عليك سؤال القبر لما
حرمت مسكينا وذاك النعيم
كله كان خيره من عندنا
لا الليل يبقى ولا النهار فكلاهما
تقلبات مابين فقر وغنى
اليوم حلو وسكر وحلوه
يبقى مرارا غدا ويتبدل
اين ماضي الملوك والقياصر
راحوا جميعا ورغم النعيم
باتت بعد الحرير يكسوهم الثرى
الكل يفنى ولايبقى حال كأول
من يرى الرصاص الغادر
حين راح لرؤس البراءة يحصد
ومن يقيم عود شيب بعدما
إعوج من كثرة الهموم
شاب رغم عمره الصغير والصبا
ومن يمسح دمع العيون حين
بكت من آه لغريب هجر المواطن
داره أسكنت بغير أصحابها
وصار الصاحب لها مهاجرا
متى تعود الإبتسامة للوجوه التي
راح فوق رببوعها الحزن ساكنا
جفت دموع البكاء قهرا ولم يعد
بين نهر الجفون منها دمعا جاريا