أنتِ
تعدو إليك..القلاعْ
أنتِ الفاتح ..الذي تهفو إليه الأسوار
تتسولهُ أحجارها في تداع..
تشرِّعُ الأدغالُ أبوابَها أمامكِ
و تقدم لك الولاء ..
غزلانها قبل الليوث و الضباع
يستحمُّ بطيبك الهواء
تتعمَّدُ الأعاصيرُ نسائما
تخفِّفُ لهجتها في طاعةٍ
تترهبنُ منتشيةً
تنقِّبُ عن إيمانٍ خالتْ أنَّهُ ضاع
الصبر أعلنكِ ميلاد الألفباء
و القدرُ لغيرِ همسِكِ
قوافله لا تعرفُ أن تنصاع..
حبتكِ صولجانها
و غفت على شفاه الدهر
تشربُ الإلهام َ
تسرحُ بالأحلام
ترأفُ بالأحمال التي توحينها رأفةَ راع...
نبَّهتِ من النجيع نوتة
ظلت منذ بدء الخليقةِ صمّاء بكماء
أضفتِ زرياباً إلى أوتارهِ نبضاً
ضنَّ به الدهر طويلاً
الإنسانُ في الورى دونهُ فقدَ السماع
يتعفر بك العمر
يأوي إلى وطنٍ
ملَّ الشرود في الجرود و في مختلف الأصقاع
أنت المجرة
أيُّ مفردات تتناسلُ على وجه الخليقة
من تضاريسكِ تأخذُ التصاريحَ ..و التعاريف
هذه صحراء, و تلك أطوادٌ
و وديان تمد ألسنتها فتتدفق الينابيع من الجوف من القاع
أنت القبلة...
يسوح الرداء الذي تعفرت بزرقته الثواني
و ظلل من العمر بقدر ما استطاع
تبقين للدواة قبلة
تصلي لك جحافلُ السفن
و عيا النوتي ما جدف
تبحر صوبك مراكبه
أنَّى يمم وجهه اليراع
***