الهبوب
بقلم د. حفيظة مهني
اشتقت إليهم فزلت بأعتابهم خطى القدم
دنا منهم الفؤاد و طيفي بروحهم يهم
بليل بهيم نثرت دمعا حارا فاض صيبه
و الشوق لهيب يذكى من عوده الألم
كم شكوت جراحا تعفنت و طال نزيفها
و البعد جمر ليت جراحى من ناره تلتحم
قلت يا إبنة العم ما حالكم و الهوى؟!!
تبرمت عني و باحت بألف حرف بلا كلم
أدركت حينها أنه ما أصابني قد أصابها
و شهب الهوى إشتعلت بجيدها كالحمم
كم ضمخت من ضوعك روحي ياقطر الندى
فانتدت ضلوعي بنسيم هب بعرفها أَرم
ياضنيني طاف قلبينا بحرم العشق و الهوى
لا الطواف أتممناه و لا السعد لنا ابتسم
هات سيف الهجر و سن حوافه على كبدي
و لا ترأف بقلب جائر لنعم ودك نقم
فلاتسقني من كاسات الهوى الراح بمره
و لا تردني من بين الأنام بجرح لا يلتئم
تمايست ظبيتي ترنو و تنثر غبار رحيقها
فان راتها العين أمسكت والفيه الظمئ تلعثم
يا رسولي اعطفه نحوي و اثن النوى بيننا
فانا معلق بحبال من هو الحكم و الخصم
والله إني أقسمت أن أحجب القلب عنكمو
وأوفي النذر وأنسى ويحي ما كفارة القسم؟
برئت من دمع عصي جرى بسنايا الورى
وعجبت لمظلوم عند باب ظالمه يحتكم
قراري أوراق خريف شتتها ريح الجوى
و النفس تبعثر عمرها بين القوس و السهم
أجاري وجدي فيكم والشوق بالعناق يحتضر
ظمآن ومايرويني الا برد الرضاب و اللثم
ويحي من عشق العذارى أدمى الزند و كبله
فأوهن النبض و ندوب الهيام بشغافها وسم
مريضة وما بالجسد من علة أشكو ضرها
وهل يصح جسد سلته الروح بليال العتم
يا إبنة العم جودي علي واملاي قربي مودة
و أدني من صافني منك الوحي ومني القلم