بلغ السيل الزبى !
مثل عربي فصيح، يقال عندما يتجاوز الأمر حده، و الزبى جمع زبية، وهي حفرة كانت العرب تحفرها و تغطيها لصطياد الذئاب و الفهود و الأسود و الحيوانات المفترسة، و أصلها الرابية لا يعلوها الماء، فإذا بلغ السيل كان جارفا مجحفا.
قصة المثل تعود إلى رجل من العرب كان يعمل في صيد الفهود و الأسود ، فحفر زبية عميقة على إحدى الروابي و غطاها بالأغصان و الأعواد،و وضع فوقها الطعم الذي سيخدع به الفهد أو الأسد و يجذبه إلى الحفرة، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فتحت السماء يومها بمطر منهمر غزير، و سالت السيول حتى غمرت الرابية فطمرت الزبية التي أعدها الصياد، فأفسدت عليه صيده فقال: يا حسرتي بلغ السيل الزبى!.
انتشرت مقولته بين العرب ، و صارت مثلا يضرب في الأمر إذا تجاوز حده، فلكل شيئ مقدار إذا زاد عنه اضطرب ميزانيه و فسدت أحواله و قيل بلغ السيل الزبى!
قال الشاعر الأندلسي ابو الوليد أحمد بن زيدون في رسالة استعطاف من سجنه
حنانيك قد بلغ السيل الزبى
ونالني ما حسبي به و كفى
و قال الشاعر الأبيوردي.
خليلي إن السيل قد بلغ الزبى
فهل من سبيل لي إلى أم مالك
و لو رق لي قلباكما لارتديتما
بليل مريض النجم أسود حالك
وعادت خماصا من ممارسة السرى
بطون المطايا في ظهور المهالك
أبو سلمى