فيما قعودك والناس قيام
ترثي خواليا لعقدها انصرام
عشتها بمشيئة الأقدار تارة
وطورا كان لمشيئتك إقدام
تساير نفسك هواها منتشيا
بينك وبين شهوتها انسجام
وتعرض عن وزيرك ناصحا
كأنها نبأتك بما جهلت الأيام
وتناسيت سالفا من سقطات
لك أنت بمر مضاضتها الآلام
ولولا إدبار السنين إلى ماضي
الأزمان تهرول إليه بذكراها الأنام
ترمي مؤلمها إلى جنة النسيان
وترتحل بالآمال فيما ستفعل الأيام
لقبعت أسير لوامة مرتكنا يغدو
بك سؤال ويروح بك استفهام
غر أنت يا فؤادي والحياة معلم
تداولت دروسه حكايات وأقلام
والخلائق فيها أنواع من طباع
كالتضاريس فيهم سهول وأعلام
غر من ساوى المعاملة بينهم
ويحسب الدنيا قد خلاها اللآم
وأحمق من يأمن منها غدرها
فلإدبارها صفرة تعلو وحطام