ظلُّ الحنينِ تجلّى في مسافاتِ
يروي الحكايا ولا ينسى المآسياتِ
سارَ الفؤادُ وحيداً في مفازتهِ
والشوقُ يسري كأنفاسِ الرياحِ العاتية
يا دربَ نسيانِنا، هل كنتَ تعرفنا؟
أم كنتَ تمحو خُطانا في مسافاتِ؟
زرعنا الآمالَ في أرضٍ نباركها
لكنها ذبلتْ في قلبِ صحرائاتِ
فباتَ ذكرانا أطيافاً نلاحقها
في ليلِ أحزاننا بينَ الأنقاضِ الفانية
نسيرُ والعمرُ يمضي في غياهبِهِ
ونستظلُّ بأشجارٍ من الآهاتِ
فلا الحنينُ يعيدُ القلبَ مُنتشياً
ولا النسيانُ يتركنا بلا آهاتِ
ظلُّ الحنينِ على الأبوابِ ينتظرُ
لكنّه ضاعَ في دربِ النسياناتِ
كم حاولَ القلبُ أن ينسى ملامحهُ
لكنّه عادَ يجترُّ الذكرياتِ
يا ليلُ، كُن شاهداً على دموعنا
*حينَ استحالتْ أمانينا إلى شتاتِ
كنا نحلمُ باللقاءِ في ربيعِنا
لكنّ فصلَ الشتاءِ طالَ بالصقيعاتِ
والآنَ نمضي بلا وجهةٍ تظلُنا
نطوي المسافاتِ في ظلِّ الظلماتِ
هل من رفيقٍ يُعيدُ النورَ لأعيننا؟
أم نبقى أسرى في سجنِ الحسراتِ؟
ظلُّ الحنينِ هوى في قاعِ ذاكرتي
والقلبُ أضحى أسيرَ الأوجاعِ والآهاتِ
يا قلبُ، هدئ من جراحِك وامضِ
فالنسيانُ أفضلُ من طولِ المآسياتِ