اكتوبر الطوفان الذي غير وجه العالم
بقلمي د. عزمي رمضان
ها قد جاء أكتوبر المجيد ، اكتوبر التاريخ له نعيد ، نرسم الأقدار لحنا ولغة لا تبيد، كنا في سجال بيننا وبينهم لأمد بعيد ، ها قد جاء ثانية لنجدد العهد بكل جديد .
طوفان عرفه القريب والبعيد ، وتغنت به الاوطان كعيد مجيد ، ثورة على استعمار بغيض وبرأي سديد ، يا سادة الحرب وساسة القهر لن تلينوا الحديد ، هكذا نحن ورثنا عشق الوطن جيلا بعد جيل وكلنا في حبه مريد .
لن تلين شوكتنا أمام قصفكم الهمجي ايها العبيد ، ولن تكل عزيمتنا فنحن من نصنع التاريخ وله نحن نعيد.
عام قد انقضى على حرب لكل شيء تبيد
فلا فرق بين طفل ولا امرأة ولا شيخ وكلنا شهيد .
من رحم المجازر والدمار والانقاض رسمنا اقدارنا من جديد ، لا تظنوا انكم تسيدتم الحرب وانتم أذلاء وكلكم بليد .
عام قد مضى وما زال الصمود الاسطوري سيد الحكاية ، التاريخ والبداية ، وسنبقى من يصنع سطور الرواية وينقش اسم فلسطين وترحل البقايا ، هذه أرضنا من عهد كنعان والطوفان ،منذ أن تأسس على الأرض بنيان وبانت تضاريس ظاهرة للعيان تشكلت فيها حاضرة البلدان .
فلسطين تاريخ لا يزول بزوال الحضارات
فهي ميراث الانبياء والنبوؤات ومهبط الوحي والرسالات .
ارض المحشر والمنشر .وتاريخ كتب على السطر ونقش على الرمل والحجر ، فلسطين همس المطر ، رائحة العطر ولون الزهر ، فلسطين حضارة لا تندثر ، لا تموت فيها الأبجدية ولا فيها القلم ينكسر ، هي تكوين الالوان ، نافذة الاشياء ، رسم القدر .
فلسطين وحدها شامخة ، وفي وجه الطغاة صامدة ، وابصارها شاخصة ، على من خذلوها وتركوها تئن والجرح في خاصرتها دون مداوي ودون من يواسيها .
عام من الإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري .
عام على إصابة عشرات آلآلاف من الجرحى وعشرات آلآلاف من الشهداء وتدمير كامل للبنية التحتية من الطرق والمواصلات وشبكات المياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة وغيرها
عام والصمود يكتمل وبعيون الاحرار يكتحل ، عام تغيرت فيه المفاهيم ورسمت من جديد حكايا الرحيل ، وأصبح العالم أجمع يعلم ويعرف ما هي فلسطين وغزة العزة بالذات بعد أن حاولوا طمس الاشياء وتدمير كامل وتغيير المفاهيم فانعكست كل الصور وأصبحت غزة العزة هي بوصلة الحرية والاحرار ، بوصلة الكرامة ، إليها تتجه الأنظار وتوحد في عشقها كل الاحرار والثوار ، أصبحت على لسان الصغار والكبار ونصرها ووقف معها كل غيور عليها وكل الشرفاء الاخيار ، وتوحدت كل القلوب وصوبها اتجهت كل العيون فلا اوس هنا ولا خزرج توحدت في عشقها القلوب، وآزرتها كل العقول ،فهي الرحيل بين الرحيل ، وهي على الاعداء أبابيل تقذفهم بحمم من سجيل بإرادة رب العالمين .
تآمر العالم الذي يتصف بصفات الكمال المطلق ، من اسموا أنفسهم سادة الديمقراطية واوهمونا من زمن بعيد بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وهم وحوش تنهش في جسد العروبة واللغة العربية ، هدفها محو الأبجدية وتاريخ كتب بالدماء لا بالهمجية ،
فنحن من نصنع التاريخ ونعيد كتابة الأبجدية وهم إلى مزابل التاريخ سادة العنصرية هم وكيان أسموه ا ل ص ه ي و ن ي ة كسرطان زرعوه في جسد الأمة العربية والإسلامية والهدف إبادة جماعية
واحتلال كل فلسطين التاريخية وما حولها
ليحققوا نبوءتهم الكاذبة الخادعة بتوراة كاذبة خادعة ودعوة إلى دين جديد اخترعته لهم ما يسمى ب ا ل م ا س و ن ي ة العالمية .
عام كامل وما زالت غزة صامدة شامخة وفلسطين شامخة صامدة ولبنان صامدة في وجه الهمجية الغربية. ولن تزول من الوجود رغم القتل والتهجير والتدمير والإبادة والعدوان
ستبقى تعلم العالم الدروس والعبر في فن الصمود الاسطوري في وجه الأسلحة الغربية التي تقتل هنا وهناك بالأيدي ا ل ص ه ي و ن ي ة وسنبقى شوكة في حلوقهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
طوفان مقدس في حرب مقدسة لإزالة كيان غاصب مرتزق وسيزول يوم ما كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.