بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
انطلقت صباح هذا اليوم نحو شواطئ بحر العرب ، وإذا به يعج بالبشر ، مشيت مسرعا على الشاطئ كي أظفر بالمكان الذي تعودت الجلوس عليه ، وهو عبارة عن قطعة من الخشب المغروسة في الأرض يأتي عليها البحر في بعض الأحيان فيغمرها ، ومع ذلك أظل متشبثا بها ، وكأنها قد غدت قطعة مني ، لكن للأسف سرعان ما رأيت أحدهم قد جلس عليها ، فما كان مني إلا الانسحاب والجلوس على هيكل قارب مقلوب رأسا على عقب ، وكأنه يصف حالنا وحال أمتنا التي أضحت أمة تمثل العار والذل والهوان لاسيما من بعد السابع من أكتوبر 2023م ، إذ بدت أمة عاجزة خائرة ذليلة عن نصرة أبنائها وبناتها وإخوانها وأخواتها في غزة العزة والشموخ إلا من رحم ربي منها ، بعدها نظرت إلى البحر ، وإذا به هادئا بعض الشيء ، كررت النظر نحوه فوجدته مع هدوئه النسبي يحمل كثيرا من آيات الغضب ، ربما لما آلت إليه أحوال القوم .
نظرت إلى الشمس ، وإذا بها مختفية خلف سحب سوداء عقيمة ، ناشدتها ، لماذا أسدلت على وجهك هذا النقاب الأسود ياربة النور والجمال ؟ فتأولت ردها تقول : فعلت ذلك لأنكم لاتستحقون شيئا من أشعة ضوئي المتجددة ، أو من مفاتن وجهي الجميلة ، وآيات أخلاقي النبيلة ، فأنتم قوم أضحيتم عارا على دينكم ، وعلى نبيكم ، وعلى إخوانكم في فلسطين ، وقبل ذلك على وطنكم الذي وهبكم الله إياه ...