قالت لي أكتب عني قصيدة
قلت لها لقد جف قلمي
وتبخر ما بقي من كلماتي
وانتحرت أوراقي من وحشة
فأحرقت الحب والعشق بيدي
فلم يبقى منه في ذاكرتي
إلا رماده وغباره يتحرك ..
يتحرك كلما مر من جنبه وقربه
طيف امرأة جميلة يحسبها هي ..
من هي .. !؟
هي.. من قتلته عمداً
ووقفت على قبره تترحم عليه
لعلى صوتها يصل إليه فيسامحها
ثم رحلت كما ترحل الطير
فقالت أنا لست هي ..
فاكتب عني قصيدة
قلت لها لقد جف قلمي
نظرت إلي متعجبة وقالت
لما لم يجف قلمك من قبل
قلت لها بحرها كان يسقيه
ومداد الحب والعشق كان يرويه
فكانت ابتسامتها تلهم قلمي فيكتب
يكتب لها وعنها ما لم تعلم..!؟
فلما رحلت صار البحر صحراء قاحلة
فجف قلمي لأنه ليس في الصحراء ما يرويه
فلا تجعلني مني شاعراً كذاباً
أبيع وأشتري في مشاعر النساء
إن كتبت عنك ما لم أكتبه بمشاعري
فإني ما أحبت الكذب من قبل
فكيف أحبه الآن وقد جف قلمي
ألحت في طلبها وقالت لي
أكتب عني قصيدة ..
ولو بضع أسطر كي أشعر أني جميلة
قلت لها لن أكتب عنك قصيدة
بل سأكتب لكل شاعر
فهذا كلامي أيها الشاعر فاسمع مني
كن شاعر رجل فهكذا كان الشعراء
ولتكن كذاباً زنديقاً ...
تبتغي بشعرك لعاعة الدنيا
فالمرأة احساس ومشاعر فلا تخدعها بالقول
اصدق في حبك وعشقك فهكذا كان رجال
ولا تقل ما لا تحس به تريد المكر بها
ولا تركد خلفة شهوة عابرة
فتضع كرامتك ورجولتك..
فما هكذا تكون شيم الرجال
فالمرأة ليست شهوة وإنما بضع منك
ولا تدخل بحر الحب أن كنت تخشي العواقب
ولا تدخل إلى بحر العشق امرأة تريد خداعها
تحسب أنك تحبها فتتعلق بك
كتعلق الرضيع الجائع بتدي أمه
وما أنت إلا كذاب مراوغ تريد اغراقها
وصدق في المشاعرك فليس عيب
أن تقول أحبك لمن تحبه
فقد قالها أشرف الخلق عندما سُئل
من أحب الناس إليك فقال " عائشة"
ولتكن غاوياً وقدوتاً للغاوين
وكن كريماً مع من يحبك بصدق
فإن البخل ليس من صفات المحبين
ولا تُحزن ولا تَجرح بقسوة من أحبك
فإن حزن الحب أشد الأحزان وأطولها
ولا تجرح بلسان من بدل لك الحب
فإن جرح الحب لا يشفه دواء
وإن جف قلمك عن كتابة الشعر
فدعه يستريح لعلك تستريح معه.
قالت لي أكتب عني قصيدة
ولو بضع أسطر كي أشعر أني جميلة
قلت لها لقد جف قلمي
وتبخر ما بقي من كلماتي
وانتحرت أوراقي من وحشة
فأحرقت الحب والعشق بيدي
فلم يبقى منه إلا رماده وغباره.
بقلم : الشاعر والكاتب والناقد أحمد أحبيز
