..أمشي على الظمأ بلا انتماء ، والشوق سجين يبعثر مشيتي، ندى الفراق شمعة انطفأت، و نزيف رغبتي يقودني نحو عزلتي، هتاف ذاك النور يرسم بدمعتي شضايا غربتي و اغترابي، عن وطن كنت أسهر على شواطئ البقايا، و الموج يبارج روحي ، همسي و وجلي، و الوحدة به تغتالني، أتجول بحيرتي و بصمتي، يأبى الجهر صراخي، من شدة لوعتي و صبابتي، الموؤودة قبل الولادة، تغازلني حتى أنها مزقت تاريخ ميلادي.
عمق متاهتي يطوف بزوايا ذاكرتي ، أضاجع صرختي و آلامي، فتتوعدني تساؤلاتي: ما لهذا الفؤاد حشرجاته في أنين تصاعدي؟! تغتسل ابتسامتي من رنين رعشاتي، و أحلامي صور مبهمة بكل أعياد الميلاد ، أعلن و ألعن ذاك الرحيل المخلص لمواجعي و لكل لواعجي، و أرثق مفرادتي تحوم بها كلماتي كنوارس هاربة من مخالب صقور و حدتي، مبعثرة لكل قوافي قريضي، حتى تلاشت عنها و بها صلاتي.
حين اخترق جدار ذاكرتي بحسام ذكرياتي، قيد السطور و اكسر لوحي! فما عادت تسكن تقاسيم الليالي طيات أفراحي و مسراتي و نجاتي، قيد أشواك سنيني! فقد أدمت الجراح مشيتي بلا انتماء على عطشي، و بسير الأغوار محيط فؤادي المظلم المجروح المنكسر ، ببعض قراراتي، لقد عصفت بدواخلي حتى حازت على شكواي دون إرادتي، تجافيني دموعي، تأسر شوقي و أشواقي، تضيع مني أجزائي و كلي، فتعاند معابد نيراني حين أعزف بأسراري عزفا لطول إنتظاري، الذي هدد عرش أفكاري و بعثر كل أوراقي.
أنبئيني، يا أسرار الحنين و الشوق و الإشتياق، هل فات الآوان؟؟ أم العشق ما ولى بلسم مشاعري و وجداني؟؟ اعذرني أيها النشيد، لقد دونت شهادة الميلاد على درب الخطى، سرابا غادرت ذوائب الغسق و انا أنادي بصهيل المعاني، هل حقا أبحرت دون شراع ؟؟ و تكسرت نسائمه على مواكب الأكفان المحملة على غير عادتي و اعتيادي، أرثل أمسياتي ، فهل حقا لم تندمل بعد كل جراحاتي؟؟ من عطشي اسقيني يا كل آهاتي من الجدور حتى القاع.
جسر الوجدان مزقته إربا، هي دوائر حواء ، و الإفك صاع الإغتراب على شط العشق ، الذي أغواني، فكان أسوأ اختياراتي و الرسوب في اختباراتي، لقد كان الخلد عنوان كل ابتلاءاتي ، حتى أني لم أعد اتصالح مع المكان و الزمان، حين يرتد شموخ ذاك الكبرياء، ثمنا غاليا كان عشق حواء.
ذاك الإنتظار كسر قيود أرصفتي،هدد كل أحلامي بالرحيل، بلا عودة إلى الميقات و الميعاد، خطوط أكفي قرأتها قارئة الفنجان، لما شربت من سواد فنجاني قالت: سوف تنطفأ شمعة العشق بالفراق ثم سكتت، ستضل حكايتي أني أمشي على الظمأ بلا انتماء ، فلا تذكيرني بيوم عيد ميلادك، فتاريخه حدد بالإنتهاء بذاك القسم المعتاد{ لن نفترق ،أبدا}
بقلمي أبو سلمى