وزني شيطاني همس في اذني و قال لي انطق عبر تكلم
و قل لاء لاء لاء ، ولا ولاء للغة الخشب والف لاء للفاشية
والانظمة القمعية ولتحيا الحرية .
خلت نفسي وحدي فنطقتها بتهور وبدون شعور مني وبدون تودد و بدون تردد ،
قد رددتها الاف المرات وأعدتها وأعدتها حتى نسيت نفسي ونسيت الاقطاعي .
سمعني سجاني نزل يجري حينها كنت في القبو
ومقيد قلمي ومقيد من يدي و عنفواني ، وبعيونه المتعددة كذبابة رآني .
قال لي :
عجبا انا لك لا افهم ، لك راية ووطن شاسع شساعة الوطن العربي .
تم ابتسم وبعدها وجهه اسود و تجهم
واضاف قائلا :
قلبي عليك تفحم
قلت له :
سيدي لتعلم فقد كفرت بهكذا وطن حيث القمع استوطن وانا لازلت عربي و اقول لاء ، واتشبت برأيي ولو فيه هلاكي .
نهرني سجاني وقال لي :
انت متهم بإدمان الوطن ، تخرج وتدخل كاحمق في الكلام بدون استئذان ، اراك تتكلم عن الحلال والحرام
والتبعية للأنظمة الفاشية ، ولا تعلم من يوجه الكرة الأرضية ،
تم اضاف بنبرة جهنمية :
انا السجان ربان محنك ، تراني دوما ابدو فرحان وابدا على ما افعل اكون ندمان ، انا لي مفتاح.الجان وانا السجان ،
اضبع الانسان كحيوان وأطيع وأطبع او ابيع واشتري بصمتي المجزرة و هي لي مفخرة ، انا من يطلق الصراح وانا من يزيل الانياب بدون كلاب ، وانا من يقطع الخبز وانا من يقطع الرقاب ولو لأتفه الأسباب ، لي المساطر و السيطرة ولي القصور ولي ايضا مقبرة هي لكل نفس أمارة من تكفر بالنعمة وتقول لاء بدل نعم ، فالقانون عندي لقول لاء قد حرم و جرم .
قلت له ارجوك قائدي :
حاول أن تفهمني ، صمتي طال وعقلي لقول نعم لا يطاوعني ، لقد استفاق وما طاق الجوع والخنوع
والركوع بخشوع وقول نعم علنا بالابواق على رأس الجموع .
مشكلتي سيدي ليست مستعصية فهي ليست ففط بطني ،مشكلتي الأكبر هي ضميري يأنبني ،فكيف اعيش في وطن يخدعني والغريب فيه يستصفرني .
قال لي سجاني مبتسما :
عش مطيعا بعقلية القطيع ، عش سطحيا في الرمادي
وتق بي انك لن تندم ، يكفيك أنني انا القائد الذي يعلم
ومني تعلم . و انا من يجب أن يتكلم ولا شأن لك بالباقي
عبدالله صادقي