@ المشهد السابع والأخير ..... وتنتقل بنا كاميرتنا فيه لتسبق القطار الي دوار العمودية بقرية الوهدانيه وتحديداً إلي مكتب عمدتها الذي ولما سيطر علي انفعالاته بعد كلام الأستاذ عادل مؤذن المسجد الكبير عن ظروفه القهريه ألتي تمنعه أحيانا من رفع أذان الفجر في مسجد القرية الكبير عاد بعدها العمده وجلس علي كرسي مكتبه قبل أن يشير إلي عادل بالاقتراب
# ولما فعل عادل واقترب من مكتبه
# قال له العمده اقعد يا شيخ عادل
# فقال له عادل شكرا يا حضرة العمده ثم جلس أمامه
# قبل أن يقول له العمده اسمعني كويس يا شيخ عادل
# فانتبه له الأخير جيداً دون تعقيب
# قبل أن يكمل العمده قوله أنا مش رايح أسألك عن ظروفك لأنها ممكن تكون أمور شخصيه تخصك لوحدك أو تخص من يخصك وانت مش ملزم بذكرها ليا أنا أو حتي لغيري ولكن اللي أنا عايزك تعرفه أو حتي إنك تتذكره لأنك بالفعل ممكن تكون بتعرفه كويس بحكم علامك في الأزهر وهو إن ظروف الإنسان ما يجبش أبدا إنها تمنعه من القيام بعمله اللي بيتقاضى عليه أجر من الغير
# فاوما له عادل برأسه إيجابا دون تعقيب أيضا
# قبل أن يكمل العمده قوله لكن دا ما يمنعش إن الإنسان ممكن إنه تعترضه ظروف قهريه فعلا وما يكونش له دخل فيها ومين منينا ممكن ما يتعرضلهاش الظروف دي كلنا عرضة ليها طبعا وكلنا واجب علينا اما إن إحنا نحاولو على قدر استطاعتنا إننا نرودوها الظروف دي بحيث أنها متمنعناش من القيام بوظيفتنا وما هو واجب علينا وإن ما قدرناش لأنها بتفوق قدرتنا واجب علينا برضه وقتها إننا نعطو الفرصه للي يقدر يقوم بأمانه المسؤولية صح الكلام ولا أنا غلطان
# واوما له عادل برأسه مجدداً إيجابا قبل أن يقول له كلامك صح يا حضرة العمده وأنا والله ظروفي صعبه وقهريه فعلا وما اقدرش اتخلي عنها وكمان بتفوق قدرتي على تحملها وعلشان كدا أنا قلت لجنابك إني مستعد أروح النهارده البندر وأقدم استقالتي لفضيلة الشيخ عرفان في مديرية الأوقاف
# فأطلق العمده من صدره تنهيده حركت ستائر نافذة مكتبه قبل أن يحدق في عادل ويقول له خد بنايبك صبر يا ولدي أنت إيه علطول كدا متسرع مينفعش تتعامل مع رزق ربنا وهبهولك بالاستغناء ديتي ثم صمت العمده لبرهه دون كلام قبل أن يعود ويحدق في عادل وهو يقول لأنه ومن فضل ربنا تبارك وتعالى علينا إنه دايما ما بيجعلنا من كل ضيق مخرج ومن كل هم فرج قريب بس لما إحنا الأول نطلبو العون منه تبارك وتعالى بعد ما نتوكلو عليه حق التوكل وحق التوكل هنا يا ولدي ممكن يكون بأنك تطلب العون من حد تكون بتثق فيه حتى ولو بالرأي والمشوره والحد دا ممكن يكون واحد صاحبك واحد قريبك
# وقال له عادل أنت والله يا حضرة العمده أكتر إنسان أنا باثق فيه
# فاوما له العمده برأسه إيجابا قبل أن يقول له طيب وما دام الأمر كدا ليه مجيتنيش من الأول وليه تستنى لما تخليني ابعتلك ولا حتى اخد فكره مش تمام عنك
# وقال له عادل أنا بس يا حضرة العمده اكمنها ظروف خاصه شويه أنا كنت محرج من جنابك وكنت بحاول قدر الإمكان أني احلها بنفسي
# فقال له العمده طيب حصل خير قولي بس أنت الأول ظروفك دي إللي أنت بتقول عنها إنها قهريه انت ليك دخل فيها أو في حدوثها
# وأجابه عادل بقوله لا والله يا حضرة العمده دي بس هي أقدار مكتوبه
# فقال له العمده طيب يبقى ما يجبش إنك تحرج أو حتي تخجل منها ومين منينا بس يا ولدي خالي من الهم والظروف القدريه ويلا أتكلم علطول علشان اكيد انت عارف إحنا ورانا ايه النهاردة ولا متعرفش
# واجابه عادل بقوله عارف والله يا حضرة العمده وألف مبروك لتخرج الكابتن رأفت
# فقال له العمده طيب تمام ألله يبارك فيك وعقبال ما تتجوز وتفرح باولادك انت كمان يالا أتكلم بقي
# وابتسم له عادل قبل أن يقول له ربنا يخليك يا حضرة العمده وعلشان ما اطولش على حضرتك وأكيد حضرتك عارف اني أنا عايش مع امي اللي ماليش غيرها في الدنيا دي
# فاوما له العمده برأسه إيجابا قبل أن يقول له ربنا يخليهالك
# وقال له عادل تعيش يا حضرة العمده بس هي من كام سنه كدا بدأت تحس بالم في عنيها وفضلت كاتمه في نفسها ومستحمله علشان هى عارفه ظروفنا يعنى كدا علي كدها وكانت كل اللي بتطلبه مني علبه قطره كل فين وفين المهم وعلشان برضه مطولش على حضرتك من مده كدا بدأت تتألم وتان منهم ولما أنا شفت فيها كدا أخدتها ونزلت على البندر وروحنا لدكتور عيون بيقولو إنه كويس هناك ولما شافها وكشف عليها قال لي انه يلزمها عمليه ضرورية ولما سألته عن تكاليفها قال لي حتكلفنا حوالي سبعة آلاف وخمسمائة جنيه ولما عرفته بظروفي وعدم قدرتي على تدبير المبلغ ديتي اتنازل ربنا يكرمه عن نصف أجره يعنى بقي مطلوب منى مع مصروفات المستشفى حوالي خمسة آلاف جنيه ودا برضه ما يخفاش علي حضرتك يا حضرة العمده مبلغ كبير بالنسبه لواحد ذيي معنديش غير وظيفتي دي وعلشان أقدر اوفر المبلغ ديتي بعد مصاريفي انا وامي من وظيفتي أو حتى من القيراطين إللي حيلتنا هيبقى صعب قوى وحياخد وقت طويل جدا وعلشان كدا ودا شيء أول مره أقوله ومكانش ممكن أي حد تاني يعرفه غير حضرتك
# فانتبه له العمده جيداً
# قبل أن يكمل عادل قوله أنا دورت على عمل تاني وراعيت إنه يكون بالليل وبعد ما أرفع آذان العشاء علشان اكون إنتهيت من واجبات وظيفتي وملقيتش غير عمل عند واحد من تجار البندر بيشتغل في مواد البنا والمعمار اشتغلت عنده بأعمال التفريغ والتحميل والأيام اللي بغيب فيها عن أذان الفجر بيكون عندنا هناك نقليات كبيره وبنشتغلو فيها طول الليل حتى أني أحيانا عما ابيت هناك وما ارجعش علي البلد غير لما النهار يطلع ودا كله علشان أقدر أوفر المبلغ المطلوب علشان اخفف الألم اللي امي بتحس بيه في عنيها ثم توقف عادل عن الكلام لما شعر بأن دموعه تكاد أن تغلبه فانشغل بالسيطره عليها عن مواصلة كلامه
# في حين حدق فيه العمده دون تعقيب لبرهه همس خلالها في نفسه وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم صحيح الإنسان عدو ما يجهله ثم أطلق من صدره تنهيده أخرى كادت هذه المره أن تحرك زجاج النافذه قبل أن يقول لعادل الله يسامحك يا ولدي طيب وليه تشيل كل الهم ديتي لوحدك هو احنا هنا في بلدنا مش أسره واحده برضه
# ولم يعقب عادل علي كلامه وظل صامتا
# حتى اكمل العمده قوله المهم طيب واسمه ايه الدكتور دا اللي أنت بتروح له في البندر
# فأجابه عادل بقوله ليه يا حضرة العمده
# وقال له الأخير يعني إيه ليه مالك علشان دا دكتور محترم ولازم نشكروه علي عرضه معاك وكمان باين عليه شاطر وأنا بيني وبينك عايز اكشف علي عيوني أنا كمان لأن نظارة القرايه بتاعتي مبقتش بتريحني
# فقال له عادل ألف سلامه يا حضرة العمده
# وقال له الأخير الله يسلمك بس يالا قولى على اسمه الدكتور ديتي ولا أنت مش عايز تقول ولا هو سر يعني
# فقال له عادل لا العفو يا حضرة العمده سر إيه على حضرتك اسمه الدكتور نور الدين علام وعيادته مشهوره خالص في ميدان البندر
# واوما له العمده برأسه إيجابا قبل أن يقول له طيب كويس ودلوقتي أنت مش حاسس إنك ارتحت لما اتكلمت معاي شويه
# فقال له عادل أيوه والله البركه في حضرتك يا حضرة العمده
# وقال له الأخير طيب كويس وعلشان ترتاح اكتر من الهم اللي علي صدرك ديتي أنت تقعد معانا النهارده في الدوار تساعد صاحبك ولدي إسماعيل مع الشباب اللي ذيكم لحد ما نخلصو حفلتنا الليله وبكره إن شاء الله تعالى يكون فرجه قريب
# فاوما له عادل برأسه إيجابا قبل أن يقول له حاضر يا حضرة العمده حضرتك بس تامر
# واوما له العمده بدوره برأسه إيجابا قبل أن يقول له كويس ودلوقتي تقدر تقوم أنت وتروح علشان تساعدهم
# فقام عادل وقال له بعد إذنك يا حضرة العمده قبل أن يغادر مكتبه إلي ساحة الدوار حيث إسماعيل ابن العمده يشرف بنفسه علي اكتمال التجهيزات لحفل اليوم
# في حين ظل العمده جالساً على كرسي مكتبه لفتره من الزمن يفكر كونه ولي للامر يعرف يقينا ما له وما يجب عليه تجاه رعيته واسترجع كل ما دار بينه وبين عادل وفيما يمكن أن يفعله له من أجل فك كربه وتخفيف همه وتيسير أموره حتى يتمكن من مواصلة أداءه لعمله المكلف به دون إهمال أو حتي تقصير ...... مع أطيب تحياتي الأديب الدكتور محمد يوسف