أَطَرَقّتَ دَرّباً لا يَرُوحُ فتَسّلُكهُ؟
وكَنَزّتَ من دُنّيَاك مَا لا تَمّلِكُهُ
وغَرَسّتَ فَرّعَاً لا تَقِيلُ بِظِلِّه
ورسمتَ حُلّمَاً حَيثُ ما لا تُدّرِكُهُ
و نَصبّتَ حِصّناً لا تَخَالُ زَوَاله
و أقَمّتَ صَرّْحَاً لو قُبِرتَ سَتَتْرُكُهُ
وهَوَاكَ في حِزَمِ الأمُورِ تَشُورُه
فإذا أشَارَ عليكَ شِرّكاً تُشّرِكُهُ
و تَجُرُّ عَطّفاً لو مَحَى آثارها
حَاشاك جَبّْرَاً كم ثَمِيناً تَسّفِكُهُ
و تصوّن عَهداً لا مَنَاصَ رَوَاغِه
شُؤمُ المَرَامِ ومن يَحِيدُ يُهَالِكُهُ
تُمْنِي الفؤاد كيَومَ جمع ثمارها
حَمّلتَ نَفسَكَ ما جِمَالُكَ تَبّرُكُهُ
تَشّرِي شَمَائِلَ لا رِبَاحَ بِبَيعِِهَا
وتَسُومُ كَنّزاً كم تُرَامُ سَبَائِكُهُ
أزَعّمَت عَمّرُ أبِيكَ ماذا نَالَه ؟
أرّدَاهُ حُمّقاً ما أتمَّ مَنَاسِكُهُ
فيَرىَ ويَسّمَعُ كلَ ما خَيّرتَه
واختَارَ مِن رحَبَاتِ فَخّاً يُمّسِكُهُ
" أبو المهاب "