أَنَا كالأرْضِ لَنْ أَبْرَح مكاني
فَأَمْر الله مَنْ سوُّى بَنَانِي
أَنَا السُّورِيُّ وَالْأَشْرَافُ إِسْمِي
أَنَا الْأَسْيَادُ فِي أَرَضِ التَّفَانِي
بِلَادِي كَمْ تَجَرَّعتِي الْبَلَايَا
وكان الفوز وهماً من أماني
ألا فَلَتَعْلَم الظَّلَامُ أَمْرًا
بِأَنَّ الْحَقَّ لِلْمَظْلُومِ دَانِي
فَلَوْ كَانَ الدَّوَامُ نَصِيبَ مُلْكٍ
لَكَّان لِقَيْصَرٍ أَْنْ يَبْقَى هَانِي
كَمَا الْأَشْجَارَ لَنْ تَعْلُو عَنَانا
أَتَتْهَا الرّيحُ جَزَّاً فِي ثواني
فَلَا مَلْكٌ يَدُومُ وَلَا عَبِيدٌ
فَمُلْكُ الْأَرَضِ وَالْمُلَاَّكَ فَانِي
فَغَيْرَ اللهِ لَنْ يَبْقَى مَلِيكَا
وَكُلُّ الْخَلْقِ لِلْأَقْدَار حَانِي
وَكُلُّ الكون رَهْنَ الْأَمْرِ يَبْقَى
إِلَى مَا شَاءَ رَبُّكَ أَنَّ نعَانِي
أَتَى يَوْم البشائر يَا بِلَادِي
فَهبِّي من ظلامك لن تهاني
أنيروا الصُّبْحَ مِنْ قِنْدِيلِ حُبٍّ
رِيَاحَ الصُّبْحِ كانت فِي رِهَانِي
أَنَا قَلْبٌ بدفقِ الْحُبِّ يَسمو
دَم الْأَعْرَاقِ تَسْرِي فِي كِيَانِي
فَلَا بالفرقة العمياء نرقى
ولا بالهدم يبقى الزند باني
ألا فلننبذ الأحقاد منَّا
فعود الجمع بالتفريق واني
ففي روحي فراغٌ من سوادٍ
على الآلاف كم كانت تعاني
وأرضي لم تزل تبكي حنيناً
عدوُّ الله لم يترك مكاني
فَهَبُّوا يَا بُنِّيَّ أُمِّي لِجَمْعٍ
لأهديكم من القلب التهاني
بِقَلَمٍ: الْمُسْتَشَارُ الثَّقَافِي