mercredi 1 janvier 2025

قصة قصيرة 
أضغاث أحلام 
غالبا ما تطبع علينا النشأة والبيئة في السلوك والأفكار والأخلاق فقد نشأت أحلام المطيري في عائلة منغلقة خاصة من أبيها موظف بالأوقاف وزوجة أبيها القاسية فقد كانت احلام فتاة متمردة متحررة رافضة لكل أمر يحد من حريتها الشخصية منذ الصغر ولقد تعرضت كثيرا للأذي والعقاب ولكنها وقفت أمام الظروف وتخرجت من الجامعة وعملت بقسم الترجمة في صحيفة شهيرة وكانت دائما هدفا للنقد والإشاعات بسبب الملابس المكشوفة والجرأة في الحديث والتعامل ولكن العمل جعلها تسير قدما في طريق الحلم فقد تركت بيت العائلة وإستقلت بنفسها في شقة صغيرة إستأجرتها في نصف البلد رغم إعتراض العائلة وبالفعل عاشت كما تريد تستقبل فيها الأصدقاء وتعمل عبر العالم الأليكتروني حتي تحدث معها صاحب العقار قائلا بحدة لا يجوز لفتاة تعيش بمفردها أن تستقبل الرجال في شقة بعقاري قالت له بحدة أنا حرة في سلوكي ومن يأتي إلي طالما لا أضر أحدا ولم أخطئ قال لها أنت حرة في نفسك ولكن ليس في بنايتي 
وفي اليوم التالي قابلت إحدي السيدات التي بادرتها بالتحية وعرفتها بنفسها أنا جارتك في البناية المقابلة وأراك عبر الشرفة وأنت ترقصين مع نفسك أنت ماهرة جدا في الرقص تفاجأت أحلام وقالت لها لا يجوز لك أن تتلصصي علي أنا حرة غضبت المرأة وقالت لها أسفة كانت صدفة حتي تم إستدعاء أحلام إلي جهة أمنية وتحدث معها المسؤول الأمني قائلا تتحدثين مع بعض النشطاء عبر التواصل الإجتماعي ومعنا تسجيلات للمكالمات والأحاديث وعليك أن تحرصي علي نفسك لأنهم من الأشخاص المشبوهين ونحن نعرف كل كبيرة وصغيرة عنك وعنهم ولا يوجد شئ ضدك ولكن كوني حريصة أبدت له شكرها علي نصيحته وأخلاقه ولكنها أبدت إعتراضها علي إختراقهم للحياة الشخصية لها ولكنه لم يجيب وأعاد التحذير 
وبعدها أصبحت تشعر بالضيق والضجر أين حريتي الشخصية أين حلمي الكبير وقد إصطدمت كثيرا وخاصة بعد إنتقالها إلي شقتها الخاصة والتي لم تجد فيها ضالتها وتمتمت حاجة تقرف. 
قررت أحلام أن تذهب إلي منتجع ساحلي للإستجمام وإستقلت حافلة فاخرة وجلست في مقعد بجانب إمرأة مسنة وقور وضعت السماعات في أذنيها لتستمع لبعض أغاني المطرب الشهير وفي نصف الطريق ضحكت لها السيدة العجوز نزعت أحلام السماعات وإلتفتت تستمع إليها قالت لها أريد منك أن ترسلي لي هذه الأغاني عبر البلوتوث لو سمحت فأنا أحب هذا المطرب نزل عليها الحديث كالصاعقة ثم قالت لها غاضبة السماعات في أذني والصوت خافت لماذا تسترقين السمع ليس من حقك قالت السيدة بالصدفة بالصدفة وأضافت أسفة جدا أنت حرة أنت حرة صرخت أحلام فيها وكأنها تصرخ في العالم كله وقالت لا لا أنا لست لست حرة لست حرة

                           بقلم شريف شحاته

****ليتني عدت طفلا *** أحن إلى طفولتي أشتاق إلى نوم طفل لا يعرف للحزن سبيلا  لا يعرف للخوف  من القادم سبيلا بريئ القلب براءة الذئب من دم يو...