أضغاث أحلام
غالبا ما تطبع علينا النشأة والبيئة في السلوك والأفكار والأخلاق فقد نشأت أحلام المطيري في عائلة منغلقة خاصة من أبيها موظف بالأوقاف وزوجة أبيها القاسية فقد كانت احلام فتاة متمردة متحررة رافضة لكل أمر يحد من حريتها الشخصية منذ الصغر ولقد تعرضت كثيرا للأذي والعقاب ولكنها وقفت أمام الظروف وتخرجت من الجامعة وعملت بقسم الترجمة في صحيفة شهيرة وكانت دائما هدفا للنقد والإشاعات بسبب الملابس المكشوفة والجرأة في الحديث والتعامل ولكن العمل جعلها تسير قدما في طريق الحلم فقد تركت بيت العائلة وإستقلت بنفسها في شقة صغيرة إستأجرتها في نصف البلد رغم إعتراض العائلة وبالفعل عاشت كما تريد تستقبل فيها الأصدقاء وتعمل عبر العالم الأليكتروني حتي تحدث معها صاحب العقار قائلا بحدة لا يجوز لفتاة تعيش بمفردها أن تستقبل الرجال في شقة بعقاري قالت له بحدة أنا حرة في سلوكي ومن يأتي إلي طالما لا أضر أحدا ولم أخطئ قال لها أنت حرة في نفسك ولكن ليس في بنايتي
وفي اليوم التالي قابلت إحدي السيدات التي بادرتها بالتحية وعرفتها بنفسها أنا جارتك في البناية المقابلة وأراك عبر الشرفة وأنت ترقصين مع نفسك أنت ماهرة جدا في الرقص تفاجأت أحلام وقالت لها لا يجوز لك أن تتلصصي علي أنا حرة غضبت المرأة وقالت لها أسفة كانت صدفة حتي تم إستدعاء أحلام إلي جهة أمنية وتحدث معها المسؤول الأمني قائلا تتحدثين مع بعض النشطاء عبر التواصل الإجتماعي ومعنا تسجيلات للمكالمات والأحاديث وعليك أن تحرصي علي نفسك لأنهم من الأشخاص المشبوهين ونحن نعرف كل كبيرة وصغيرة عنك وعنهم ولا يوجد شئ ضدك ولكن كوني حريصة أبدت له شكرها علي نصيحته وأخلاقه ولكنها أبدت إعتراضها علي إختراقهم للحياة الشخصية لها ولكنه لم يجيب وأعاد التحذير
وبعدها أصبحت تشعر بالضيق والضجر أين حريتي الشخصية أين حلمي الكبير وقد إصطدمت كثيرا وخاصة بعد إنتقالها إلي شقتها الخاصة والتي لم تجد فيها ضالتها وتمتمت حاجة تقرف.
قررت أحلام أن تذهب إلي منتجع ساحلي للإستجمام وإستقلت حافلة فاخرة وجلست في مقعد بجانب إمرأة مسنة وقور وضعت السماعات في أذنيها لتستمع لبعض أغاني المطرب الشهير وفي نصف الطريق ضحكت لها السيدة العجوز نزعت أحلام السماعات وإلتفتت تستمع إليها قالت لها أريد منك أن ترسلي لي هذه الأغاني عبر البلوتوث لو سمحت فأنا أحب هذا المطرب نزل عليها الحديث كالصاعقة ثم قالت لها غاضبة السماعات في أذني والصوت خافت لماذا تسترقين السمع ليس من حقك قالت السيدة بالصدفة بالصدفة وأضافت أسفة جدا أنت حرة أنت حرة صرخت أحلام فيها وكأنها تصرخ في العالم كله وقالت لا لا أنا لست لست حرة لست حرة