dimanche 5 janvier 2025

سوانح /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
((( مع قُدسية الدين قبل السموات المفتوحة ٠٠!! )))
الإنسان بحاجة ماسة للدين و هذا بالفطرة بعد الحياة المادية يبحث عن الروحانيات التي تهدأ من روعه في توازن ، فيجد هذا في عقيدة يؤمن بها و يحاول أن يرتقي بأخلاقه في علاقته بالخالق و التأمل مع الناس هكذا ٠٠
و قد عاش المسلمون في عقيدة راسخة إن الله تعالي فرد صمد لم يلد و لم يولد حي قيوم خالق السموات و الأرض و ما بينهما و لا معبود بحق إلا هو تعالت أسماؤه الحسنى و صفاته العلا ٠
ثم الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسوله و اليوم الأخر و القدر ٠٠
و العبادات التي هى جوهر الأركان الخمس ٠٠
ثم يستخلص من القرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة منهج حياة في إطار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالحكمة و الموعظة الحسنى و بيان الحلال و الحرام الواضح ٠٠
و يستلهم الهداية و الخير و الرشاد بإتباع الصراط المستقيم ٠٠
و يتعرف على القيم و الأخلاق التى جاءت بها الشريعة منضبطة و يسترجع الأخبار من القصص القرآني ٠٠
و كل هذا و ذاك معلوم من قرون ٠٠
و تبقى القضايا المعاصرة تدخل تحت مظلة الاجتهاد بالنص و القياس و الرأى و العقل النقل الذي أجمع عليه أهل الفقه المستنيرين و الذين تنطبق عليهم شروط الاجتهاد و الافتاء و الحمد لله من خلال مؤسسات علمية مخولة و مؤهلة بمنهجية ارتضاها أهل البلد نحو فكرة الدولة و مراعاة التكوين الوطني في حرية المعتقد دون المساس بالأشخاص تحت عنوان الحقوق و الواجبات ، و لا يسمح بأي جماعات تفرق وحدة البلاد و الاتهام بالكفر و التفسيق و الضلال بل التطور نحو الاتهامات و السب و القذف و الخصومة و الاقتتال ٠٠
فعاش الجميع في نعمة الأمن و السلام ٠
ثم ظهرت أخيرا السموات المفتوحة و وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي و أصبح العالم بمثابة قرية صغير الخبر يلف الكرة الأرضية في بضع ثواني و مباشر ٠٠
و هذا في اعتقادي المتواضع نعمة و نقمة في نفس الوقت ٠٠
كان في عهد الإذاعة و بداية إرسال التلفزيون الأبيض و الأسود قوة الدين لها بريق و شبه اجتماع و لا سيما للفروع بجانب الأصول المعلومة و الثابتة و التمسك بالأخلاق قولا و عملا و الجميع ينعم في ظل سماحة الدين القيم ٠
فجأة حدث انفلات و فوضى عارمة أصابت كل شيء في مقتل حتى لم يسلم هذا الدين الحنيف من هزة بل زلزال ٠٠
فقد تجرأ عليه كل من هب ودب و تجمعوا عليه من كل حدب وصوب و هذا متوقع كما نشاهد الحملات الصليبية و الصهيونية العالمية ٠
لكن الذي يحزنني و يقلقني المسلمين أنفسهم كل فريق التحم في حلبة الدين يتهم و يقدح و يكفر الأخر حتى في الفروع مع العلم بأن ما اتفقت عليه الأمة من ثوابت في الأصول المعلومة كفيل بإحيائها إلى يوم الدين ٠
لكن دخلت أفكار مستحدثة و لعبت المصالح و السياسة و المظاهر و المنفعة و بات الإسلام مستباحا الكل يذبح فيه بسكين غير حادة فشوهه كل مقصد و معنى و ألبسوه صبغة جديدة لم ينزل بها و غيروا الفكر و العقل و النقل و عطلوا جوهره و انشغلوا بالأشياء التي من الهيئة فيه و شككوا في كل هدف نبيل و جميل ٠٠
إلحاد و علمانية و فرق من بني جلدة الإسلام أنفسهم في سباق لا يليق و شرعت القنوات و المواقع و التواصل الاجتماعي في وصلات ردح و سب و قذف و تكفير من اتجاه حتى انزلق الشيوخ الكبار في نفس المعادلة حتى قلد الشباب كل هذا الخروج بل أشد ضراوة ٠٠
و صدروا صورة غير صحيحة لماهية الإسلام الذي حقق الحضارة و الثقافة في ثنائية العلم و الدين لخدمة المجتمع و إدخال السعادة للبشر بجانب الهداية و الرحمة ٠٠
أتعجب كل العجب من داعية إسلامي من أي طرف كيف يتطاول بألفاظ لم يأمر بها الشرع و أصبح كل واحد متحدثا عن الله و انه الواصي على هذا الدين في سطوة و معه الفهم و الاجتهاد فقط و مفاتيح الكفر و الإيمان و الجنة و النار مسلسل طال و سيطول بلا شك و هذا كله ليس من صالح الدين ٠
الشيخ منذ نصف قرن كان يأتي بالتوحيد إن الله واحد حي قيوم خالق رازق ٠٠
و ينقل لنا أركان الإسلام و منظومة الأخلاق و الأداب و التعامل و النص المحرم كما الآيات مع العبرة من القصص القرآني و لا يقحم نفسه في صفات بين التجسيد و التجسيم و التأويل و نحو هذا في صراع مقيت يؤدي إلى الاقتتال بجانب الكفر ثم المسائل الفقهية المعلومة ٠٠
في لقاءات محترمة و ألفاظ كريمة و نشر دعوة السلام ٠٠
اليوم كل اتجاه له رأي و حضور و هذا ليس من الإسلام في شيء المطلوب الدعوة إلى الله بالعمل الطيب أما الفقه له مدارسه العلميه و أماكنه ليس على المنابر فهي تذكير و موعظة و آية وحديث و قيمة أخلاقية سريعة للعامة ٠٠
أما التخصص له مؤسسات يكون فيها الحوار و النقاش لموضوعات فيها جدل أو تعدد البصيرة للوصول إلى الأحكام من خلال الاستنباط ٠٠
و هذا جزء من معاناة تم رصدها في الفترة الأخيرة للعالم الإسلامي ٠٠
فأهل الإسلام هم الذين يمزقوه و بأيديهم المعاول تحت حرية الدعوة التي باتت فوضى بلا رقيب ٠
ليتنا نعود إلى خلاصة الدين بعيدا عن التنازع و نحذف كل لفظ بذيء في الخطابة و الحوار و المحاضرات و الندوات و نصمت فهذا مكسب للدعوة فالدعوة اخلاق و سلوك من خلال النشاط العملي على أرض الواقع فكل الأحاديث مكررة كلمة وصورة و محفوظة و نقل و رتابة فالدعوة فن له طريقه المبسط و عرض المتفق عليه لا المتاجرة بالمختلف فيه من باب المظاهرة و السمعة و الرياء و العلمية و ما إلى نحو ذلك ٠٠
هل نعود إلى الإسلام بالعقل و النقل الذي ليس فيها شقاق فالمسلم بات سهم في رقبة الدين حتى تم وصف المسلمين بالتطرف و الإرهاب و الخطاب العدائي و عدم احترام الأخر ٠٠
و ليت كل صاحب مهنة يعود إلى مهنته الاصلية يخدم المجتمع ووظيفته من منظور ديني فهذا باب حسن فالمطلوب فرقة تنفر تفقه في الدين و الباقي يعمل و ينتج حتى لا يعيش المجتمع الإسلامي عالة على علم و صناعة غيرنا ثم نظلم الدين معنا ٠
و أخيرا نتمنى الكل يدرك البصيرة و القصد و تغليب مصلحة الدين و مقاصده التي رعاها المشرع في الإسلام ٠
و على الله قصد السبيل ٠

الغريب /// بقلم الاستاذ بسيوني محمد

الغريب أنا الغريب في طرقات الحي وفي الوطن صرخات وشقاء ومن بقي على قيد الحياة دخل في غيبوبة وعتمة دعجاء يداعب الحنين عناد الأحداق ويهمس الشوق...