كتب بكيل معمر الشميري
لم تكن وحدها... وإنما يحوم حولها بعض الصبية وآخرون... تجوب هذا المكان با الطواف على السيارات المتوقفة هنا... تمد يدها..إستعطافا.
لا تتكلم وإنما تعابير و تقسيمات وجهها المنهك يحكي كل الكلام... .ربما اشفقت عليها و وضعت في يدها المرتعشة ما يسد سؤالها يطفي فيها ذالك الإلحاح.
لكن لا تستغرب في الغد سوف تجدها ولربما كررت نفس الاستعطاف.
أهي وحدها لا أظن؟
أهي ضمن دائرة كبيره؟
أهي عاملة في تلك الدائرة؟
تجمع الكثير ولا تنال من ذالك الكثير إلى ما يسد الرمق؟
فهل أنت [يا جدة] كذالك؟لم ترد..؟
لا تذكر (عمرها) لكنها شارفت الثمانين.
قلت لها يعلم الله لا أريد شر فقط أريد منك الحكايه..فتحدثي..أنطقي..كلميني عن أسباب
هذه المشقة المذلة...
لماذا (عمر ممتد) وجسم مرتعش ..يتسول بلا راحة ويتحرك بهذا الحمل..هل أنتي مجبرة؟
أم المسئلة لا تخرج عن كونها قوت لا يأتي إلا با التسول؟
ولماذا أنت هنا ليل نهار...في نفس المكان.
ومن هؤلاء الصبيه؟ صدقيني أريد مساعدتكم فقط تكلمي...
العجوز لا زالت مصرة ولا زالت تحاول الإبتعاد مني لا بأس ما الإسم ومن أين أنتي وهل لديك أولاد فتحت فمها ثم لزمت الصمت
بتكرار السؤال قالت فاطمة.. ثم تراجعت وقالت مريم ومن أين أنتي قالت من أرض الله الواسعة لم تكمل كلامها شاب يافع أندفع نحوها ثم سحبها بشدة لم يرحم الشاب عظاما هشة وجسما مرتعش بقسوتة تلك ظلت تنظر إلي وهي تركض خلفه صامتة مستسلمة