dimanche 23 mars 2025

فجر الاستقلال /// 🖋 الاستاذ عبدالفتاح الطياري

فجر الاستقلال
الجزء الثاني : الخيبة 
حين أشرقت شمس يوم الاستقلال، امتلأت الشوارع بالأعلام والزغاريد، وهتف الناس بحرية الوطن التي حلموا بها طويلًا. كان "سليم" شابًا مناضلًا، كرس حياته للنضال ضد الاحتلال، وعانى في السجون والمعتقلات، لكنه كان يؤمن بأن التضحية تستحق العناء، وأن الاستقلال سيجلب العدل والكرامة للجميع.
مرت السنوات، ولم يكن الوطن الذي حلم به "سليم" كما توقع. تولى السلطة قادة لم يعرفوا سوى مصالحهم، وتحولت الثورة إلى صراع على النفوذ، واستبدل القمع القديم بفساد جديد. رأى "سليم" أصدقاءه الذين قاتلوا من أجل الحرية يعانون من الفقر، بينما المسؤولون الجدد يعيشون في قصورهم. ذات يوم، جلس "سليم" في المقهى يتأمل المدينة التي تغيرت كثيرًا. سمع شابًا صغيرًا يتحدث بصوت غاضب: 
أليس هذا هو الاستقلال الذي قاتلتم من أجله؟ الفقر، البطالة، الظلم؟
شعر سليم بغصة في قلبه، لكنه رد بهدوء: 
الاستقلال كان البداية، لكن الحرية الحقيقية تحتاج إلى من يحميها من الفساد و الخيانة.
نهض الشاب بحماس وسأله: 
وماذا نفعل؟ هل نقبل بالأمر الواقع. 
ابتسم سليم بحزن وقال:
لا، بل نواصل النضال. ليس بالرصاص هذه المرة، بل بالوعي والحق والعدالة.
أدرك "سليم" أن خيبة الاستقلال ليست قدرًا محتومًا، بل تحدٍ جديد يحتاج إلى جيل يؤمن بأن الحرية لا تُمنح، بل تُحمى كل يوم.
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
تونس

محمد علقم

ضمد جراحك .................. ضمـد جـراحــك وانهـض يـا فتى  وكـــن مستعـــدا للقـــاء الــــردى خيــــل الغــــزاة اليــــوم أقبلـــت تــريــ...