....................
كيف للحارات أن تنسى ضحكاتنا
....أن تنسى وجوهنا....؟
وهي من رسمت خطوطها الأولي بأعيننا
تبا للماضي
مازالت تطاردنا ذكرياته
وتنكر لنا
خدعته الألوان الزاهية
وزخرفة الحياة الحديثة ومباهجها
ونسى الأحباب وحودت الأجداد
ولحظات الأنتظار
لبائع الجرائد
لحبيب مسافر
لقرآن المغرب
بصوت الشيح رفعت
او مدفع الإفطار
وحامل الفانوس القديم
الذي يقاوم السقوط
وعمود انارة مظلم منذ عقود
أمي كانت مصدر النور
رحلت منذ نصف قرن
كأني أرها مازالت واقفة
تعلق المصباح الزجاجي
على الحائط
في بيتنا القديم
أخطو
اعصر الهم والوك مرارة الأحزان
بجوار بيت قديم يقال إنه مسكون
ونخلة عاقر
يسامرها نباح الكلاب الشاردة
ونعيق البوم
ونعال قديم
يبدوا إنه لحارس الليل
الذي مات مقتولا بطلق مجهول
لحظة غياب الكلاب في غفوة
راح ضحيتها مؤنس وحشة الليل
الحنين وحش كبير يلازمك
لتلك الحواديت القديمة
لصبية تتعثر خطواتها
مثقلة بمراحل المراهقة
وابتسامتها الخجولة
الماضي يسخر منك
والذكريات تخرج لك لسانها
عد كما كنت
ولا تغضب أبدا
خدعت نفسك طويلا
أو خدعتك السنين
صرت تعاني الآن
مرارة الجحود والنكران
لا تبك أبداً
ولا تندم
حتى تسطيع أن تصل إلي مبتغاك
هناك عند النهر
ربما تعثر على ربيعاً جديداً
يلتف على قلبك
ويؤنس وحشتك
قبل ذهابك
إلي مثواك الأخير
..........................
بقلم "" جمعه عبد المنعم يونس ""
مصر العربية في 28 فبراير 2025