بقلم جــــــــبران العشملي
«ــــــــــــــــ※※ـــــــــ☆ــــــــــــــ※※ــــــــــــــ»
أيُّ فمٍ هذا الذي يُطالِبُني بالبيان،
وحلقي مغلقٌ بخَتمِ المجاعة؟
في داخلي
رغيفٌ يتعفّنُ في معجزةٍ لم تكتمل،
وسكّينٌ يُصلّي في مِحرابِ اللقمة.
يا أنتَ...
يا مَن تنكَّرَ في قناعِ الله،
جاءني صادقًا،
ويدهُ تقطرُ من قمحِ أخي!
أوقفتمُ الضوءَ عند بابِ البنادق،
ثم سحبتمُ ظلالَنا إلى حفلِ الغنيمة،
وغِبنا كأرواحٍ لا تُقيمُ وزنًا للحضور.
طفلٌ على هامشِ الجوع
يحلمُ بنومٍ بلا صوتِ أمعاء،
وأبٌ
يُجرّبُ مضغَ الخوفِ في رغيفٍ شاحب.
الأمُّ تُخيطُ الأملَ بخيطٍ من وَهْم،
وتعلّقهُ على ناصيةِ الليل،
علَّ الضوءَ يُخطئُ مرةً.
أخٌ تَسلَّلَ من ضلعي إلى البحر،
ظنَّ الموجَ وعدًا،
فصار جسدًا بلا يقين،
مُلقى بين ضحكةٍ تُخفي رصاصة،
وعينٍ لا تدمع.
في جيبه
قصاصةٌ كُتبت بالحبرِ المُنهَك:
"أنا لم أكن... بل حاولتُ أن أكون."
صرختُ بأسمائكم كما يُنادي الضياعُ مراياه،
والصدى يشهقُ باسمي في أروقةِ العدم.
هل يكفي أنني كنتُ شهقةَ وطنٍ
كي تُلبِسوني تهمةَ الولادة؟
وهل يروقُ لكم
أن يُزَفَّ موتي على لحنٍ من نشيدِكم الوطني؟