/ سبحان مبدل الأحوال/
منذ زمان صديق فقدته ، بيننا
حال فراق ، كم طال
لما قمت بزيارته سألته كيف
حاله مع الأحوال
امتد صمته ، و اغرونقت
عيناه ثم قال
يا صاح ، أما تبين لك حالي
دون طرحك السؤال
قلت , أعيب معرفة ما حل
بصديقي و ما به آل
رد قائلا ، حالي تقشعر له
الجلول ، فيه ما يقال
فزادني شوقا لمعرفة أكثر
عن واقع ليس بخيال
شرع يبوح بحاله و بتغيير
يشغل الذهن و البال
فقال ، كنت في محيطي.
أعد جبلا من الجبال
كان يضرب لي حساب ، و
تقدم لي حفاوة الاستقبال
كنت في عيونهم مناضلا و
و بطلا من الأبطال
و لما ضعفت قوتي و وهن
عظمي و صعبت الأشغال
أصبح حملي ثقيل ، بدل
الاهتمام تعرضت للإهمال
في ركن الضياع رميت مع
وحدتي و طلة شبه بمحال
سئمت حياتي حتى صرت
أترجى الموت باستعجال
و ختم الصديق بدعائه هذا
اللهم ارحم ضعفي واحسن
خاتمتي ، يا ذا الجلال
و استمر يرددها باكيا و هو
في اسوء الأحوال
حتى انقطع عن أسماعي
تكرار ما يقال
يا ليتني ما سألته حين زرته
حتى لا اذكره بواقع ، غير
جميله من حال الى حال
عبدالمولى بوحنين