dimanche 1 juin 2025

سعيد العكيشي/ اليمنن

رسائل السماء لا تُقرأ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهاراتُ الباهتة،
الواقفةُ على عتبة الظهيرة،
ينفخُ مزاميرَها باعةٌ متجولون،
يجُرّون تعبَهم كشالاتٍ متّسخة،
ويدُسون وِهادَ الحزنِ
في قلوبِ المارّة،
كأنهم يُدرّسون الرحمة
بلغةِ الملامح،
بلكناتِ المشاعر،
بوخزاتِ الضمائر.

لا أحد يلتفتُ إليهم،
فيشربون دموعَهم غُصصًاً،
ويمضون في صُراخٍ لا صدى له.

الليالي التي تشربُ العتمة،
ويشربها بردُ الشتاء،
كأنّها عُواءُ حيوانٍ مفترس،
وأقدامُ الرجاءِ هشّةٌ،
لا تقوى على حملِ من لا مأوى له.

في الليالي المعتمة،
يعجنُ الفقراءُ قمحَ الدعاءِ بدموعِهم،
يخبزونه في سماءٍ لا تُمطر،
ولا تُسقط عليهم أرغفةً ساخنة؛
فينامون بجوعٍ له رائحةُ القهر.

الأغنياء،
في أسرّةٍ محشوّةٍ بالعجز،
يبحثون عن لذّةٍ هربت
من أجسادهم إلى أرقامٍ وحساباتٍ
بنكيةٍ تشكو من التضخم؛
ينامون بقهرٍ منمّقٍ كخمرٍ فاسد.

الأمهاتُ في الأزقة،
يحسبْنَ الغيابَ بأصابعِ الوجع،
يغسلْنَ وجوهَ أولادِهنَّ
بماءِ الأملِ المالح،
ويُخبئنَ الأحلام
تحت وسائدَ الصبر.

المدنُ تتثاءبُ
في نشيدِها الوطني،
كحوتٍ عجوزٍ ينامُ
على ظهرِ الموج،
ويحلمُ باليابسة.

الصباحاتُ تنبلجُ
من وكرِ العتمة،
بلا رائحة،
بلا زقزقةِ عصافير،٠
والأطفالُ
يرسمون أبوابًا على الجدران،
ينتظرون أن تُفتح...
لكن لا أحد يطرقُها.

الأبواب،
مستطيلةٌ، مؤطّرةٌ بالطباشير،
تتظاهرُ بأنّها منافذ،
والمفاتيحُ
أحاجي عالقةٌ في جيوبِ الآلهة.

الطرقاتُ تحرثُ أجسادَها الحرب،
تفترشُ الحنينَ،
وتلتحفُ السهو.

والسماءُ،
السماءُ تكتبُ رسائلَها
بحبرِ الغيم...
لكنها لا يُقرأ.

الضبابُ يكنسُ النور،
ويعيدُ ترتيبَه،
كأنّه يحاولُ أن ينسى.

وكأن لا أحدَ سيأتي،
ولا صوتٌ
سيُعيد للمعنى
شكلَه الأوّل.

 سعيد العكيشي/ اليمنن

((((((من غيرك بحبي الخلوص)))))) ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ من غيرك بحبي الخلوص وحده فاز من دون نقوص  يا من حس أنك تسيح  في ...