بقلم سعيد ألجدي الادريسي
...و من بين اللي شدني فالرحى
أيه، ذيك الرحى الرحراحة
اللي طحينها يخلق الراحة
غير تتنشوى بسميدة او دقيق
و حتى بداز، يا سلام
تشكر ذيك الرحى لعجيبة
اللي خرج منها هاذ البركة
الرحى يا اسيادي
طاحونة صخرية سحرية
فكل البوادي
اللي كيتوسطها عمود
و هو أساس الرحى في الدوران
يعني، قبل ما يتطحن القمح او الشعير و حتى الذرية...
كانوا أجدادي و خوالي و حتى أعمامي و عماتي و خالاتي...
يسهرو على لحصاد بالمنجل و الدرس بالروى و بكل تأني
غير يخرج المحصول الندي
و من بعد ما يخرج العشور السمي
يجيبو المحصول بين يدين
حنى حبيبتي و جدتي الغالية
وأراك للرحى تطحن و تغني
تدندن و تهرنن أنغام و مواويل
كانت حبيبتي و جدتي
يعني، قاعدات متهنيات فشي
ركنة مطرفة مهوية، يا اصحابي
وأراك للطحين باش توفر الغلة للمة الاسرية الابية
كنت نشوفهم يدردرو القمح و الشعير و الدرة في فم الرحى
بالتهليل و الصلاة على الحبيب العدناني
و كانو فرحانات أيما فرح
وكان نورهم يسطع بالنورانية
الرحى، يا اصحابي طاحونة صخرية تقليدية
كانت محور في حياتنا البدوية
كانت أصالة و تقاليد و عادات ملحمية
دابا، دخلت علينا التقنيات الحديثة
صارت البوطونات تتحكم فالطحين
حبست الرحى من الدوران
جعلتها ديموضي، يا علان
و صارت الرحى مليوحة فشي ركنة بالية مبلية
او صارت محطوطة في متاحف محلية او دولية
يعني، صارت الرحى تراثية
يا ريث، الزمان الجميل يعود
فين كانت الرحى سيدة المواقف السنية
و كلمة يا ريث، عمرها ما ترد التليد الأصيل
الله يرحمك يا الرحى
اللي كان طحينك كله رنة و بنة
كان طحين لالياتي من بعيد يتسمع ايقاعات روحية
و كنا كثير مشدودين ليها و مشدوهين بها
يا عشرتي و اقراني النشمية
و هكذا توقفت الرحى
عن الدوران و الدورات
وصارت طواحين يحركها الضو او الطاقات الريحية و المايية...
هي الطاغية في حياتنا الانية...
Said Alajdi El Idrissi