( متاهة )
تسافر أحلامي على مَتن قاربٍ
وفي مهجتي شوقٌ وفيَّ حنينُ
وماضيَّ من ذكرايَ ينسج قصَّتي
على هامشٍ مرَّت عليه سنينُ
وتزرفني عينايَ تُسقِطني أسىً
فينبُت منِّي مُحزنٌ وحزينُ
تخلَّلني عمرٌ من الأمس مشرقٌ
طغى فوقه بعد الشباب أنينُ
صغارٌ على درب البراءة مَشيُنا
وخُطْواتنا عند المسير تلينُ
وإن قَسَتِ الدنيا فسهلٌ وليِّنٌ
هو الطبع والعيش الجميلُ ضنينُ
تَقاذفُنا آمالنا في مسيرها
فترقى وتهوي والسقوط مهينُ
إلى عمق أعماق الحياة تعيدنا
فهل يحلم الإنسان وهو جنينُ
تركنا ظلالاً حين غابت جسومُنا
وأرواحنا يوم الفراق تبينُ
تحلِّقُ فوق الظلِّ والظلُّ هاربٌ
تطير يساراً والمرام يمينُ
فلا أملٌ يرجى ونحن متاهةٌ
وأرواحنا نورٌ وأجسادنا طينُ
وفي الغيب أقدارٌ تُحاكُ بدقَّةٍ
وإيماننا حقٌّ بها ويقينُ
تعيث بنا الدنيا وتروي غرورها
وتعطي وفي الإعطاء شُحٌّ وتقنينُ
ونحن إليها مهطعين ومقنعي
رؤوساً وقد يندى لديك جبينُ
ومن كان مفتوناً بدنيا يحبُّها
فسوف يضيع العقل والهديُ والدينُ
إلى أين نمضي والمسير يقودنا
وشيطانُنا يختالُ وهو لعينُ
يزيِّنُ للإنسان أهواءَ نفسه
ويغويه بالأهواء وهي كمينُ
فنسقط في فخِّ الغواية مثل ما
يريد لنا الشيطان وهو قرينُ
صراعٌ مع الشيطان واللهُ حاضرٌ
نعوذ به من شرِّه فيُعينُ
ويأتي إلينا الموتُ بعد مسيرةٍ
من العمر والأيامُ مجموعُها حينُ
فإمَّا إلى نارٍ تلظَّى سعيرُها
وإما إلى الجناتِ فيها بساتينُ
هو المرء في الدنيا خليفة ربِّه
على كلِّ أحوال الحياةأمين
٣١ - ٥ - ٢٠٢٥
المهندس : سامر الشيخ طه
