لا تنتظر ظهورَ أحدْ
يأتيكَ يوماً بالورَودْ
فحديقتُكَ أرضُكَ أنتَ
ازرع بها ما قد أردتَ
اسقِ البذورَ بِصبرِكَ
فهو السَّبيلُ لِأمرِكَ
لا تستعجلْ وقتَ النَّماءْ
واجعل صبرَكَ خيرَ الماءْ
بِشَغَفِكَ كُنْ تَرْعَاها
كالأمِّ تَحنو وتُداريها
وبِشَغَفِكَ اعْتَنِ بِها
تُهديكَ أطيَبَ ما فيها
حديقتُك اليومَ تُزهرُ
وبِجُهدِكَ الآنَ تَكبُرُ
تُعطيكَ أزهارَ الهَنا
وَبِها تَعيشُ مُطمَئِنَّا
فلا تَرْجُ عَوْنَاً مِنْ سَوَاكَ
فَالْغَيْرُ لَنْ يَرْوِي ظَمَاكَ
حَدِيْقَتُكَ سِرُّ وُجُوْدِكْ
تَنْمُو بِمَاءِ مَجْهُوْدِكْ
وإنْ واجهَتْكَ صُعُوْبُهَا
فَاهْزِمْ بِعَزْمِكَ عُيُوبَهَا
فَالشَّوْكُ قَدْ يَنْبُتُ فِيْهَا
لَكِنْ بِجُهْدٍ تُلْغِيْهَا
وحينَ تَجْنِي ما زَرَعْتَا
سَتَشْعُرُ أَنَّكَ قد سَعَيْتَا
بِسَاعِدَيْكَ بَنَيْتَ صَرْحَكْ
وهذا حَصَادُكَ وفَرْحَكْ
في بُسْتَانِكَ تَجِدُ السَّلامْ
وتُبَدِّدُ كُلَّ ظَلامْ
فَهْيَ مُنَاهَا لِوَجْهِكْ
وتَسُرُّ قَلْبَكَ بِزَهْرِكْ