استيقظت صباحا على صياح ديك الجارة، كانت تتمنى ان تستيقظ على قبلة من فم زوجها تلثم جبينها ، ولكنها تابعت مسيرها نحو المياه ، توضات لصلاة الفجر التي ختمتها بالدعاء (اللهم اجبر خاطري جبرا يليق بعظمتك )وتوجهت نحو ابنتها الصغيرة لتوقظها كي تذهب إلى المدرسة ، نهضت الصغيرة مسرعة نحو جدتها بوجهها الصباحي المشرق ، كانت امها تنظر إليها وهي ترتدي ملابسها دون مساعدة من أحد ، حزمت حقيبتها وتوجهت نحو الباب مسرعة ، ركبت الحافلة المتوقفة بانتظارها ، كانت والدتها تلوح لها بيدها ، وعيونها تنتظر أن تبادلها ، ولكنها صغيرة لاتفقه لغة أمها ، اعدت فنجان القهوة وقطعت الفواكه لزوجها المسرع لعمله ، لم تنال من ذاك الصباح سوى جملة بسيطة من حماتها ( تظنين نفسك تحبينه أكثر مني ) تبسمت في وجهها وذهبت تحضر نفسها للانطلاق إلى عملها بعد ان نظفت ورتبت منزلها كعادتها،(هي لاتحب الفوضى )واثناء نزولها السلالم صادفت جارتها ، امرأة مسنّة تذهب يوميا لتحضر الخبز لتطعم زوجها وشبانها الثلاثة قبل انطلاقهم لأعمالهم المنوطة بهم ،كان وجهها المتعب يجعلها تضمها لصدرها لتطبع قبلة على جبينها وتقول لها :اعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ،أعانك الله وأعطاك القوة ولكن ياجارتي العزيزة :خالتي أم زوجي عندي ، وهي امرأة مسنة تحب التسلية والمساعدة عساكي ان تعتمدي عليها لتشعر بالسعادة بيننا في حال فراغك، توجهت إلى عملها وهي مطمئنة على خالتها ، في الطريق رمقها طفل صغير بعينيه البريئتين ، تذكرت صغيرتها ، اقتربت نحوه
خالتي أمي توفيت وأنا أبيع قطع البسكويت لإطعام إخوتي
هل لك بمساعدتي ؟
ضمته بحرارة إلى صدرها واشترت منه قطع البسكويت وأرسلتهم معه كهدية منها لاخوته ، وقالت له :احسنت يابني لئن يحتطب أحدكم حزمة من الحطب ، خير له من أن يسأل الناس أعطوه او منعوه ،فالعمل كرامة وشرف .التقيك غدا .
استقلت حافلتها الى مكان عملها، وحين وصلت شاهدها المدير قائلا:
للحديث بقية
بقلم إيمان الحاج ابراهيم
مساءكم سعادة الدارين