dimanche 15 juin 2025

أحمد لخليفي الوزاني شاعر وزانسيان

"أنا على ما يُرام"...

هل رأيت جرحًا يبتسم؟
أنا رأيته في المرآة.
كان يضع لاصقًا من نوع 
"أنا بخير"،
لكن النزف يتسرّب ...
خفية من تحت الابتسامة.

في زاوية الوحدة التي لم ترحمني،
جلست أنتظر صمتًا يشفي،
لكن الصمت سلّمني إلى ضجيج الذاكرة،
حيث وجوه كثيرة،
تعرف جيدًا أنني أنهار،
وتصرخ لي: "كن قويًا"...
كأن الانهيار يُشفى بالكلمات،
لكن الكلمات لا ترتق جرحًا لا يرى.

كل يوم أبيع نفسي في مزاد:
"ابتسامة واحدة...
 وخذوا معها بعض الأنين مجانًا!"
الزبائن كُثر،
والثمن؟ لا شيء.
فأنا البائع،
والمشتري،
والمفلس الوحيد.

في السجن، يُمنع رفع الصوت،
لكن سجني أكبر، 
إذ يُمنع حتى التفكير بالصوت،
أوزع تذاكر العرض الوحيد:
"أنا على ما يُرام"،
والحاضرون يشترون بلا مساومة.

يُقال إن الجرح لا يُؤلم ..
إلا حين يُلامس،
لكن جرحي أصبح كرسيًّا هزازًا،
أجلس عليه وأعدّ شظايا الذاكرة،
وأضحك...
ثم أعتذر، كي لا أُتهم بالجنون،
فالوهم أقوى من الواقع،
والضحك وسيلة للبقاء.

أنا بخير.
أقسم لكم أنني بخير.
جرحي؟ قرصة ناموس،
في ليلٍ رُشَّت على أعتابه..
 مبيدات الحشرات.
ذكرياتي؟
 بستان من الأشجار الملعونة،
تطرح ندمًا،
وتُطعمني..
 تأنيب الضمير... كل مساء.

أرقص وحيدًا في داخلي،
الضوء مطفأ،
والمدعوون غائبون،
وأنا؟
أُلاحق ظلي الهارب من المسرح،
بينما الحاضرون يلتقطون صور سقوطي،
ويقول أحدهم:
"فلنصنع منه بطلًا!"

نعم، أبتسم.
فالنافذة المكسورة ..
لا تزال تُطلّ على الوهم،
وأنا أعيش عليه،
مثل عليلٍ يتوهّم العلاج
بفتات لقاحٍ منتهي الصلاحية.

أنا على ما يُرام،
فقط إن كنتم تُصدّقون...
 أن الشهقة الأخيرة
هي علامة على الصحة.

نعم، أتنفس...
لكن الهواء ثقيل،
والصدر ضاق،
والأمل؟
تسلّل من الباب الخلفي،
واعتذر أنه لن يعود.

أنا على ما يُرام...
كما يكون الواقف على الحافة:
منتصبًا،
فقط لأنه لم يسقط بعد...

بقلم: 
أحمد لخليفي الوزاني 
شاعر وزانسيان 
حقوق النشر محفوظة

((((((من غيرك بحبي الخلوص)))))) ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ من غيرك بحبي الخلوص وحده فاز من دون نقوص  يا من حس أنك تسيح  في ...