مصر
تتساقط أوراق ربيعي
في محراب محبتكم
أرسم ماضيا
فيه دمعي محيط
وبحر ونهر
أكتب اسمك
في حلم طفولي يلازمني
أستيقظ على همسك
كنغم يخشى اهتزاز الوتر
ولحن خاف اضطراب الذات
بسمتك لم تعد هي
خطوتك لم تعد هي
أوراق ربيعي سيطر عليها الخريف
دموعي تكتب طلاق العيون
لم تعد تتحمل عيون باكية
ليل نهار
مرت سنوات عدة
نصف قرن ربما أقل ربما يزيد
لم أعد افرق بين أحزان الفرح ودموع العيد
لم أعد صبيا كما كان يسرق أوراق الشعر من الوريد
أو يرسل بيت أشعار اليك من بعيد
لم أعد من ينتظر قطار الخميس والأربعاء
ويغني مع صفارته ربما ألحق بموانئ اللقاء
أركض خلفك
انادي اسمك
أركض كطفل انتظر أمه
لكن بعد الرحيل
والموت الممكن كل لحظة بقلبي
لاشئ من عناصر الموت مستحيل
مثل نظراتك المسافرة
بعيدا عن طفولتي وصبايا
وخيالات عشق صابرة مثابره
أوراق ربيعي تساقطت نصف قرن من الزمان
صبايا ماكان لي
شبابي ماكان لي
كهولتي ليست لي
كل خصائص العمر كانت لك
وماتزال
رغم سنوات الألم
رغم براكين الشوق. المكبوته في اللاوعي
رغم الزلزال
الذي سكن روحي ومازال
أوراق ربيعي لها ورود كثيرة
كبيرة ناضجة وطفلة صغيرة
ورود بها شعر غجري وعشرون ضفيرة
تماما مثلك تماما أنت
عندما رسمت على درجي
في فصل الطفولة عروسا لي
تنشد أغنية من خيال لايموت
لطفل يتيم من كل الدنيا
الامنك أنت
من نسائم عطر شعرك وأنفاسك
من أغنيات للعندليب وام كلثوم
من احساسك
أوراق ربيعي تساقطت على شطوط النهر
أوراق ربيعي لها اشعار واغان تكره الغدر
وترسمك أيقونة الجمال في اليونان القديمة
جمال الروح في مصر القديمة
رغم موتي ورحيلي تبقي انت فضيلة اسمى
وروح انقى عظيمة
رغم رحيلي وتساقط اوراقي
تبقى ملكك انت
فأنت الجمال والقيم
انت سندريلا
انت فقط فيلسوفتي الحكيمة
نعم أخيرا تساقطت أوراق ربيعي
وبدأ خريفي وخوف من تقاليد وأعراف مخيفة
أرحل وبصري مكتوم مكبوت
لاأرى الأشياء كما كانت
لاأشعر بكائنات رحلت أو هانت
لكن نورك القديم مازال
جمالك القديم مازال
عطرك القديم مازال
عشقك القديم مازال
يحتضن كل أوراقي في محراب حبك
يحتوي كل جسدي عند وداعي
يمحو صراخا وعويلا لأطفال صغار
صوتهم كصوتي
صراخهم كصراخي
يوم رحلت أمي
ويوم تاه ميناء اللقاء
وذهبت عيونك
تبحث عن مأوى
ماكان لقلبي
بنبض مختلف
كي تنزف سنواتي
ويزدهر أنيني وأهاتي
وتعانق اوراق ربيعي
في خريف ذاتي
دون جدوى
وبصوت العاشق المكلوم
نغم النبض
موج النبض
همس النبض
رحل قديما
دون جدوى