mercredi 4 juin 2025

قمرُ بلادي 

فوقَ البحرِ المتوسط 
يَحطُ قمرُ بلادي 
تَطفو بينَ أمواجِه أحزاني 
في السماءِ مزيجٌ منَ الأسرارِ 
بين الغيماتِ المجنونةِ تتلو و 
تَعلو أصواتٌ تطالبُ بالحريةِ 
فتهبُ ريحٌ عاليةٌ وترمي لي 
بأوراقٍ مكتوبٍ عليها جدّي محمدٌ
وجدّتي مريمُ وأبي زيادٌ 
لُفَ حِبرُها بكفنٍ 
ركضتُ أبحثُ وراءَها 
لعلّي أجدُ صندوقَها 
قبلَ فواتِ الأوانِ 
مرمياً على الشطآنِ 
أركضُ لعلّها جزيرةٌ
أو حافةُ مستنقعٍ 
أركضُ 
وإذا بالليلِ يبالغُ بظلامهِ 
وأنا على رملِ البكاءِ
وظلالِ النجومِ أجري 
في تيهٍ و سؤالِ 
لم أعثرْ حتّى على الأحلامِ 
يا أحلامي البائسةِ
يا وطني المذبوحْ 
ذاكرتُكَ مطعونةٌ بالخذلانِ
أيها العمرُ الشقيُّ 
مازالَ اسم بلادي مرفوعاً 
بالرغمِ منَ النزفِ والألمِ 
من المجازرِ والمذابحِ 
من رمادِ العصافيرِ المحروقةِ 
من أكفانٍ مصطفةٍ
من ليلٍ لا نومَ فيهِ 
من انتحابِ المساجدِ
وبكاءِ الكنائسِ
يا وطني المذبوح 
يا جدّتي أخذوا بيتَكِ وأصبحَ لهم مُصَلى 
أخذوا ثوبَكِ و الجرة 
سرقوا الحناءَ والسنبلة
يا جدّي حَرثوا أرضَكَ و و ضعوا فيها دبابةً
سرقوا العُقالَ والحطّةَ
حتى دلّةِ القهوةِ
يا أبي يا بَطل 
يا زيادَ يا وليدَ السجنِ 
يا بطلَ الثوارَ 
يا مجداً وفخراً لكلّ الأبطالِ 
لن يمحو بصماتِكَ عن الأسوارِ 
وسَنُرجِعُ الحطةَ والعقال 
أخبر جدّي وجدّتي مريم 
عبثاً ما يفعلونَ 
سننتصرُ ولو بعد قرونٍ
سيضيءُ القمرُ كلُهُ
 لا طُرفُهُ 
قدسُ الأقداسِ 
ستشرقُ شمسُ الحريةِ من الخليلِ 
إلى بانياسَ 
ستشهدُ السجونُ والمقابرُ
ستشهدُ المشانقُ و الجوامعُ والمدارسُ
ستشهدُ الأسوارُ والأزقّةُ
سنعلنُ الحريةَ 
سنعلنُ الانتصارَ 
نحنُ مجانينَ الحريةِ 
سنعلنُ الحريةَ 
المجدُ لنا 
نحنُ أبطالُ الحرية
بقلمي: أفنان جولاني

الأرض أرض الله محمد حسام الدين دويدري _____________ من ذا يشاطرني العتب بين التوجّس والغضب ويصيح بين المارقين كفى انغماساً في ا...